بفضل ” الملحاف” النسائي تمكن صباح أول أمس 12 من رجال الأمن بأولاد تايمة من اقتحام مستودع سري غابوي لتصنيع ماء الحياة، واعتقال 4 متهمين بينهم قاصر، وإتلاف 6 أطنان من ماء الحياة وحجز 140 كلغ من عشبة الكيف و” طابا”. في حوالي السابعة والنصف صباحا خرجوا من المدينة صوب الحدود الغابوية بين هوارة واشتوكة أيت باها، حيث ينشط مستودع سري لتصنيع الخمور بدوار البرج بجماعة الكفيفات. خطة تنكرية محكمة أتت أكلها بعد فشل محاولات سابقة، فعيون المروجين مبتوتة في كل مكان، وهواتفهم النقالة لا تتوقف عن إعطاء المعلومة لأباطرة الماحيا بهوارة. من أجل ذلك ركب الأمنيون بمقطورة سيارة فلاحية، متنكرين وسط المحلفة النسائية، بشكل أوحى لمن مرت عليهم عبر المداشر بأن ” البيكوب” نقلت النساء خلال ذلك الصباح من عرس، البعض الآخر لم يعر للمارين من جواره أي اعتبار معتقدا ان الراكبات عاملات زراعيات متوجهات لأحد الحقول، فقد اعتاد الفلاحون بالمنطقة شحن النساء داخل سيارات نقل البضائع للاشتغال بالحقول. من أولاد تايمة، دخلت البيكوب المجال الترابي لجماعة الكفيفات القروية معقل مروجي ماء الحياة حيث اعتقل مؤخرا البارون المحفوظ الذي يقضي عقوبة طويلة بسجن أيت ملول، وفي حوالي التاسعة صباحا، كانوا بدوار البرج، بعد تجاوز البنايت السكنية المتانثرة هنا وهناك، مروا على الطريق المسلكي الجانبي المجاور للمستودع السري، لإازاحوا عنهم لحافهم التنكري، وانقضوا على المتهمين الأربعة. كانت الشمس اعتلت صرح السماء، المزارعون انشروا بين الحقول، عندما ارتمى رجال الشرطة من السيارة، بعدما أزاحو عنهم ” الملحفة” ، تمكنوا من توقيف المتهمين بعد ضبطهم منهمكين في تحويل عشبة الكيف إلى حزمات صغيرة معدة للبيع. بعد تصفيد الموقوفين حجزت هواتفهم النقالة، ثم لحقت بهم فرقة من القوات المساعدة من 12 عنصر، وفبل وصولها كانت المكالمات تتوافد تباعا على الهواتف المحجوزة كلها تدعوا إلى الاختفاء من المكان” ” اهربو راه البلويس جايين” دون أن ييعلم المبلغون أن هذه الهوتف أصبحت تحت سيطرة الأمن. صيد ثمين وقع في قبضة ” المتلحفين” فقد حجزوا 4 دراجات نارية في ملكية الموقوفين، و18 قينينة غاز من الحجم الكبير، وفرن كبير، إلى جانب إناء ضخم أطول من قامة الإنسان يسع لخمسمائة لتر، ويستعمل لطبخ ماء الحياة، كما أتلف رجال الشرطة صهريج ثابت يسع ل12 طن من احتياطي الماء وسط الغابة، وصادروا خزانا مائيا مقطورا. المتهمون سيحالون غذا الجمعة على النيابة العامة بتارودانت، أعمارهم بين 17 و 30 سنة، واحد منهم قاصر، على قرابة ببارون المخدرات ” المحفوظ” الموقوف بسجن ايت ملول، ما جعل البعض يتساءل هل مازال هذا المتهم يدير مستودعات الخمور السرية من داخل السجن؟ إدريس النجار/ عبد اللطيف بركة