تحولت فرحة أم بإنجاب مولودها إلى مأساة حقيقية حين وجدت نفسها عقب عملية ولادة قيصرية بدون رحم، بل وبأمعاء مبتورة نتيجة ما وصفته شكاية تقدم بها زوجها إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة ب «الخطأ الطبي والإهمال وتعريض حياة شخص للخطر». فصول الحادثة التي حكمت على أم بقضاء حاجتها بواسطة أنابيب وأكياس اصطناعية، بل وحرمتها من نعمة الأمومة مستقبلا، تعود إلى يوم الخميس 3 يناير الماضي، حين دخلت قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لوضع مولودها، حيث خضعت لعملية قيصرية دامت حوالي 4 ساعات، قبل أن يتم إخراجها من قاعة العمليات في حالة صحية حرجة بعد تعرضها لنزيف دموي حاد، ما جعل زوجها يستفسر الطبيب المولد عن سر تدهور الحالة الصحية لزوجته ليخبره حسب الشكاية نفسها بأن «حياة زوجته كانت في خطر وأنه اضطر إلى استئصال رحمها (الوالدة) بصفة نهائية»، ما جعل الزوج يتساءل عن الأسباب التي دفعت الطبيب إلى استئصال رحم زوجته دون استشارته وفق ما تنص عليه القوانين المعمول بها. مر زهاء 10 أيام لتغادر الأم «النفساء» المستشفى صوب منزل عائلتها، لتزداد حالتها الصحية تدهورا، حيث شرع بطنها ينتفخ بشكل غريب، وهو ما تسبب لها في آلام حادة فقدت على إثرها نعمة النوم، نتيجة استحالة قضاء حاجتها الطبيعية، ليتم نقلها مجددا إلى المستشفى الإقليمي، حيث أجريت لها عملية جراحية ثانية حول الأمعاء داخل قاعة العمليات الخاصة بالولادة، لتفاجأ رفقة أفراد عائلتها بأنها أصبحت تقضي حاجتها بشكل اصطناعي من خلال تثبيت أنابيب وأكياس بلاستيكية على مستوى جانبها الأيسر من البطن. الضحية «نجاة حمدوشي» مازالت ترقد بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس في حالة مأساوية جعلت ابنتها تتكبد عناء تنظيف وعلاج جرح غائر ببطنها، الذي أضحى بمثابة «مخرج» لفضلاتها. المشهد المؤلم لهذه الأم حرك الهيئات الحقوقية، التي دخلت على الخط لمؤازرتها رفقة أفراد عائلتها الذين باتوا يعيشون محنة حقيقية بعدما تحولت فرحة المولود الجديد إلى حزن عميق جراء ما تعرضت له الأم ، ليتم تقديم شكاية مباشرة إلى الوكيل العام للملك من أجل فتح تحقيق في النازلة سيما وأن زوجها أضحى يطالب من خلال ذات الشكاية بالكشف عن ملابسات إجراء عملية جراحية لزوجته خارج قاعة العمليات (البلوك)، بل من طرف طبيب يعتبره المشتكي «غير مختص». كما يطالب بإجراء خبرة طبية محايدة لمعرفة الأسباب الحقيقية حول حرمان زوجته من رحمها ومن حقها في قضاء حاجتها بشكل طبيعي. الجديدة : عبدالفتاح زغادي