وحدها الأقدار كانت رحيمة برضيع، حين أنقذته من مخالب موت محقق،بعد أن تخلت عنه والدته في موضع خلاء بجنبات وادي بجماعة سعادة بمراكش ، طيلة يوم كامل ( من الرابعة مساء إلى السابعة من صباح اليوم الموالي). كانت بعض الكلاب تحوم حول الرضيع، استعدادا لتحويل جسده الطري إلى فريسة سائغة، في ظل برودة طقس صقيعية، تجبر الكبار قبل الصغار على الاحتماء بدفء الجدران والبيوت، حين انتبه أحد المارة، إلى وجود الحقيبة البلاستيكية منتفخة بمحتوياتها، واعتقد أول الأمر أنها “همزة” صباحية ألقتها في طريقه تصاريف القدر الرحيم. صراخ الرضيع من داخل الحقيبة ،أيقظ الرجل من حلمه الوردي، وفتح عينيه على حقيقة الوضع، ما جعل التأثر يغالب نفسه،و يطلق لدموعه العنان تحت وقع المشهد المثير، ليقرر معها المسارعة بربط الاتصال بمصالح الدرك الملكي. حلول الفرقة العلمية بالمكان المذكور، مع شروع المحققين في استكشاف محتويات الحقيبة البلاستيكية، التي أودع الرضيع داخلها، سينتهي بالعثور على قطعة من النوع الذي تحمله النساء المقبلات على الوضع،بمستشفى الأم والطفل بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش. البحث والتنقيب في سجلات المستشفى المذكور، سيقود إلى تحديد هوية الأم التي تنحدر من منطقة قطارة بجماعة اولاد دليم، وبالتالي الانتقال إلى العنوان المحدد، حيث تأكد وجود المعنية بمنزل ابنتها المتزوجة بأحد الدواوير بجماعة سعادة. بتوقيفها وإخضاعها للتحقيق، سيتأكد بانها في عقدها الرابع، أم لثلاث بنات بعضهن متزوجات، وأن حملها ناتج عن علاقة غير شرعية، أدخلها دوامة الخوف من الفضيحة،لتقرر في لحظة يأس التخلص من الرضيع بتلك الطريقة المذكورة. السؤال عن شريكها في العلاقة التي نتج عنها حمل، ستشير بأصابع الاتهام إلى شخصين متزوجين، باعتبارهما من قامت بمشاركتهما العلاقة الجنسية غير الشرعية،دون أن تتمكن من تحديد أي منهما والد الطفل. تمت متابعة الرجلين في حالة اعتقال بتهمة الخيانة الزوجية والفساد،فيما تقرر متابعة الأم في حالة سراح مع تسليمها رضيعها، بتهمة الفساد الناتج عنه حمل والتخلي عن رضيع وتعريضه للخطر. وبسطات تجري عناصر الضابطة القضائية التابعة أبحاثها للوصول إلى الشخص المجهول الذي قام برمي جثة رضيعة حديثة الولادة(حوالي 24 ساعة) يوم الثلاثاء الماضي، بالقرب من الثانوية الإعدادية مولاي عبد الله الموجودة على بعد أمتار من المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات. مصادر عليمة أكدت لجريدة «الأحداث المغربية »أن بعض التلاميذ الذين يدرسون بالثانوية الإعدادية مولاي عبد الله، كانوا في طريقهم إلى الدراسة على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا، تفاجؤوا بوجود ثوب مرمي بالغابة المجاورة للثانوية، دفعهم فضولهم إلى الكشف عن محتواه،ليصيبهم الذعر بعدما اكتشفوا وجود جثة رضيعة حديثة الولادة،حيث تم إخبار المسؤولين بذلك، لتصل عناصر الأمن إلى عين المكان رفقة رجال السلطة المحلية الذين طوقوا محيط وجود الجثة وأبعدوا المواطنين الذين تجمهروا حولها ،فيما تم نقل جثة الرضيعة إلى مستودع الأموات التابع للمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات،قصد التشريح ومعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء الوفاة،قبل أن يتم فتح تحقيق عميق في الموضوع من طرف النيابة العامة .