هي مأساة من مآسي الناس الذين يعيشون بدون مأوى على هامش الحياة، رجل يشرف على عقده الرابع بأكادير نخر الدود رأسه، وجعل منه وليمة يومية، وكلما تعمق التعفن ازادادت أعداد الديدان وحجمها. يعيش عبد القادر، على هامش الحياة بحي الشرف منذ سنوات، قدم من حي الجريفات بمدينة أسفي حيث تعيش أسرته المتكونة من الأبوين والإخوة، واستقر بحي الشرف بأكادير. يعرف بين الساكنة بلقب ” اصحايبو” بعدما اعتاد أن ينادي على كل من يلتمس مساعدته بهذه الصفة التي تعني الصاحب أو الصديق. فمند أزيد من شهر أصيب هذا المتشرد على مستوى الرأس، وبقي جرحه مهملا، مثل حياته الضائعة، ومع توالي الأيام وصل الجرح مرحلة التعفن. يؤكد »اصحايبو» أن الجرح ناتج عن حجرة أصاب بها تلميذ، ثم فر في اتجاه منزل أسرته. ” عمرني ما شفت – ف- حياتي بنادم يمشي، يتكلم، ويتحرك، وينام بينما الدود يقتات من من رأسه، حتى توغل في عمق جمجمته”: تقول إحدى السيدات بحي الشرف التي اعتات العناية ب” اصحايبو” وهالها ما رأت منذ أيام. لاحظت السيدة كيف تتوسع رقعة التعفن في رأسه يوما عن يوم ومعها تزداد أعداد الديدان التي وجدت في رأسه مرتعا للتوالد والتكاثر. تتحدث هذه السيدة، والألم يعتصر دواخلها، حاولت أن ترشده للذهاب إلى المستشفى غير أنه ظل يتمنع، واستدعت طبيبا يعيش بجوارها من أجل تقديم مساعدة آنية له.وقد عاين الطبيب بالعين المجردة حالة »اصحايبو» ودق ناقوس الخطر مؤكدا أن الرجل إذا استمر على هذا الوضع قد يصاب بعاهة مستديمة، وتتعقد وضعيته الصحية، كما قد تتسرب الميكروبات إلى المخ. الطبيب حاول تقديم خدمات آنية واكتشف أن العلاج السطحي بالوسائل المتوفرة غير كاف بعدما تعمق التعفن. وبعد معاينة »الأحداث المغربية» لحالته، تجمع الناس حوله، وتم إشعار مسؤول أمني بوضعية المتشرد، فأرسل في الحال، عناصر أمنية، لمعاينة الحالة، كما أشعر هذا المسؤول سيارة الإسعاف التي نقلته في الحين إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقد لاقت مبادرة مصلحة الأمن وتدخلها الفوري استحسانا من قبل من عاينوا حالة »اصحايبو» وسمعوا قصته مع الدود الذي حفر تجويفا في جمجمته حيث توالد بشكل رهيب. إدريس النجار