قطع مجموعة من سكان دواوير السراغنة والغنادرة والغربية والسبيطات والعوامرة الواقعة بتراب جماعة الحوزية التابعة لدائرة أزمور، مسافة 8 كيلومترات مشيا على الأقدام في مسيرة احتجاجية قادتهم صباح أول أمس الأربعاء صوب مقر قصر العدالة بالجديدة، حيث احتشدوا أمام الباب الرئيسي للمحكمة تنديدا بمظاهر “السيبة” التي اجتاحت دواويرهم خلال الأسابيع القليلة الماضية والتي جعلتهم يعيشون تحت رحمة عصابات إجرامية باتت تسطو على ممتلكاتهم وماشيتهم تحت طائلة التهديد بأسلحة بيضاء من الحجم الكبير “سيوف” و عصي في شكل “هراوات”. و كان أفراد هذه العصابات المتخصصة في سرقة المواشي، أو ما يصطلح عليهم “الفراقشية”، يقومون بدس السم للكلاب التي تتولى أمر حراسة المنازل التي يخططون للسطو عليها، حتى إذا ما لفظت أنفاسها أقدموا على تنفيذ عملياتهم الإجرامية التي تستهدف بالأساس الإسطبلات وحظائر المواشي من أجل سرقة ما تحتوي عليه من أغنام و أبقار. المسيرة الاحتجاجية التي حمل خلالها المحتجون الأعلام الوطنية تعبيرا عن مطالبهم بتوفير الأمن وتفكيك عصابات “الفراقشية” والحكم على عناصرها بأقسى العقوبات، استنفرت مختلف السلطات الأمنية و المحلية والقضائية بمدينة الجديدة، حيث تم نصب جدار أمني تشكل من عناصر شرطة الزي العادي والرسمي أمام المدخل الرئيسي لقصر العدالة لتفادي ما قد ينجم من انفلات جراء فورة الغضب وموجة الاستياء التي عمّت المحتجين. و فتح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة حوارا مع ممثلين عن المحتجين، خلُص إلى تقديم وعود بوضع مقاربة أمنية استعجالية بتنسيق مع القائد الجهوي للدرك الملكي ورئيس الأمن الإقليمي، من شأنها أن تضع حدا لنشاط عصابات “الفراقشية” في أفق نشر الأمن والطمأنينة بالدواوير التي يقطنها المحتجون. الجديدة : عبدالفتاح زغادي