يتردد بعض الأشخاص على المرحاض قصد التبول في أوقات متقاربة، ويصطلح المغاربة على هذه الحالة عبارة “حريق البول”، الذي يخلط البعض بينه وبين السلس البولي. فيما يلي يعرفنا الدكتور مصطفى المشرقي اختصاصي في أمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية عن مشاكل إدرار البول، وأعراضه، وطرق الوقاية منه. يعتقد البعض أن التوجه نحو المرحاض بكثرة دليل على الإصابة بالسلس البولي، لكن الدكتور المشرقي يبين الفرق بين الحالتين بقوله، «السلس البولي هو أن الشخص عموما لا يتحكم في مثانته مما يعرضه للتبلل بدون شعور، لكن حين نتكلم عن التبول نقصد به كثرة تردد الشخص على المرحاض من أجل التبول، ويصطلح الناس على هذا الأمر “حريق البولة”، الذي يعد أكثر انتشارا بين صفوف النساء بسبب البنية التشريحية للجهاز التناسلي للمرأة، حيث يتواجد المهبل ومخرج المثانة (النبولة) في نفس الجهة وهي منطقة تعرف تجمع العديد من الميكروبات». ويرى الدكتور المشرقي أن تعرض النساء لهذه الحالة يعد أمرا طبيعيا بمعدل ثلاث إلى أربع مرات في السنة، لكن في هذه الحالة تنصح بزيارة الطبيب الذي يصف لها الدواء المناسب الذي ينهي المشكل بسرعة. لكن الأمر يعد مختلفا بالنسبة للطفل والرجل، لأن بنيتهم الجسدية مخالفة عن بنية المرأة لذا تعد مظاهر كثرة التبول أمرا غير طبيعيا يوجب زيارة الطبيب من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية. يعد التوجه للمرحاض أربع مرات خلال النهار أمرا طبيعيا، أما إذا ارتفع المعدل فإن الشخص يعاني من كثرة التبول. يتغير المعدل خلال الليل حسب سن الشخص، فبالنسبة للأطفال والأشخاص ما دون الخمسين يجب أن يستسلموا للنوم طيلة الليل دون أن يستيقظوا من أجل التبول، بشرط عدم تناول الماء والسوائل ليلا، لأن استيقاظهم في هذه الحالة يعد أمرا طبيعيا، وليس مرضيا، «خاصة أننا في المغرب بلد مشمس والعديد من الناس يهملون الشرب طيلة اليوم، مما يدفعهم للشعور بالعطش مساءا، لذا من الطبيعي أن يستيقظوا من أجل التبول لأن الكلى اشتغت ليلا من أجل تصنيع البول، وهذا يدفع الشخص للتوجه نحو المرحاض في الثالثة أو الرابعة صباحا. والاعتقاد بأن الأمر غير صحي مسألة خاطئة، لأنه من الضروري اشتغال الكلى بعد أن يتناول الشخص الماء في وقت متأخر، لهذا ينصح الناس بتناول الماء نهارا، مع الامتناع عن الشرب بعد الساعة الثامنة مساءا.. تماما كما الأطفال الذين يعانون من التبول اللإرادي» يقول الدكتور المشرقي. *احذروا التعفنات والتوتر يعد التعفن من الأسباب المباشرة لكثرة التبول سواء عند المرأة أو الرجل، يضاف له بعض الأسباب الأخرى ومن بينها: وجود الحصى في المثانة ورم في المثانة التهاب البروستات بالنسبة للرجال أقل من أربعين سنة تضخم البروستات بالنسبة للرجال أكثر من الخمسين تشوهات خلقية بالنسبة للأطفال التوتر من الأسباب التي بدأت تنتشر في لسنوات الأخيرة، بسبب ضغوطات العمل والحياة، لدى الكبار، ولا يوجد للأمر علاقة بمرض نفسي، بل من الثابت اليوم أن التوتر أصبح مرضا يمكنه أن يترك علامات على القولون، والمعدة، والمثانة التي تخضع لتحكم الدماغ، لذا من الطبيعي أن يحدث خلل في عملها بسبب التوتر الذي يربك عمل الدماغ. ومن الملاحظ أن كثرة التبول مؤشر على وجود أمراض أخرى، لذا ينصح المريض باستشارة الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي للمرض. * الإهمال ينتهي بمرض الكلى من العلامات التي تصاحب كثرة التبول، الشعور بالألم، ويؤدي إهمال العلاج إلى تفاقم الحالة والتعرض لمضاعفات أخرى مثل مرور التعفن باتجاه الدم أو الكلى، وفي حال كان السبب الحقيقي خلف كثرة التبول هو وجود حصى في المثانة، فإن الشخص يتعرض للحصر ولا يتمكن من التبول. يمكن لبعض الكبار أن يصابوا بالتبول اللإرادي، لأنهم يتعرضون لالتهاب المثانة، ومن تم يفقدون السيطرة عليها. ويكون العلاج في هذه المرحلة من خلال استعمال الدواء والترويض الطبي، وفي حالات التشوه من الممكن الخضوع للجراحة. * تجنبوا الإمساك لتحاشي التعرض لهذا المرض ينصح بتجنب الإمساك خاصة بالنسبة للنساء. الحرص على النظافة الشخصية، وارتداء ملابس داخلية من القطن. شرب ليترين من الماء يوميا تفريغ المثانة كل ساعتين حتى تشعر المثانة أن المريض هو من يتحكم فيها وليس العكس. تنصح المرأة بإفراغ مثانتها عقب كل ممارسة جنسية. ويعد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. وتنصح الأمهات بمراقبة أبنائهن من خطر التشوه الذي يطرح مشاكل صحية كبيرة للطفل قبل بلوغه السنة، وهو مايستدعي تدخلا جراحيا في أقرب وقت، ومن الممكن للأم أن تنتبه للتشوه من خلال تعرض الطفل للتعفن، وارتفاع الحرارة. أدوية مضادة للتعفن تنصح المرأة بتناول الأدوية المضادة للتعفنات عند ظهور أعراض «حريق البولة» مما يمكنها من الشفاء في نفس اليوم، لكن عند إهمال الأعراض من الممكن للتعفنات أن تنتشر مما يتطلب مدة علاجية أطول. وعند تعرض الرجل أو الطفل لهذا المشكل يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب من أجل تحديد طريقة العلاج المناسبة التي تزاوج ما بين الأدوية والترويض الطبي. سكينة بنزين