فين غادي أشريف مراكش، أكادير ولا تارودانت؟ هاالكار غادي إيديماري، ودايز على الأوطوروت قطع دروك وإلى تعطلتي غادي يتضوبل الثمن… ». كلمات وحيدة ظلت تترد على لسان العديد من “الكورتية” والوسطاء الذين امتلأت بهم المحطة الطرقية أولاد زيان بالدرالبيضاء وجوانبها أول أمس الخميس، بعد بدأ عودة المسافرين والمصطافين إلى مدنهم الأصلية ودخول العديد من الحمالة وأصحاب الحافلات والوسطاء الذين استغلوا فرصة الإقبال الكبير من المواطنين على السفر ليدخلوا في سباق مع الزمن لاقتناص أكبر عدد ممكن منهم ورفع الأسعار نتيجة لذلك والتي تجاوزت في كثير من الأحيان الخمسين في المائة. اللهم إن هذا منكر، حسبي الله ونعم الوكيل، أعباد الله، واش مابقات رحمة». صرخة خرجت ممزوجة بإحساس بالحكرة عبر عنها رب أسرة أول أمس في المحطة الطرقية أولاد زيان بالبيضاء، بعد الثمن الذي طولب بتأديته من أجل التوجه إلى مدينة تارودانت وهو يتأهب للعودة لمدينته بعد قضاء عطلة ما بعد العيد الفطر لدى أقاربه. صرخة هذا المواطن لم تجد صدى وبقيت كأنها صيحة في واد. احتجاج هذا المواطن لم يكن الوحيد، بل ماهو إلا نموذجا من عديد الشكايات التي ارتفعت عاليا محتجة عن الأثمان التي تجاوزت الخمسين في المائة في اتجاه بعض الوجهات وأكثر من ذلك في اتجاه وجهات أخرى، خاصة في اتجاه المدن الجنوبية. وعبر عنها الكثير من المسافرين الذي حلوا بمحطة أولاد زيان بسبب عمليات الابتزاز التي خضعوا لها من المئات من «الكورتية» و«الشناقة» الذين بسطوا سيطرتهم على المحطة وفرضوا قانونهم الخاص وأثمنة السفر ووحدوها بينهم، وكل من أصر على الاحتجاج إلا وكانت القبضات والأذرع جاهزة للضرب والجرح، في غياب تام للأمن، أو لجان المراقبة، وغيرها من المتدخلين. هذه الفوضى والأثمان غير القانونية لم تقتصر على محطة أولاد زيان بالبيضاء وحدها، بل الأمر نفسه عاشته محطات أخرى، في العديد من جهات المملكة. خاصة في مراكش والبيضاء وانزكان والجديدة وغيرها. الحاضرإذن في المحطة الطرقية أولاد زيان هو الفوضى، والغائب اللجان التي أنشأتها وزارة النقل ووزارة الداخلية والأمن الوطني والوقاية المدنية ، في محاولة لتنظيم عملية السفر تزامنا مع عطلة عيد الفطر وتستمر بعدهاالتي تعرف توافدا كبيرا للمسافرين مع اقتراب بدء الموسم الدراسي. لكن الوقائع أكدت أن إنشاءها بقي مجرد حبر على ورق. وعاينت «الأحداث المغربية» مساء أول أمس الخميس، حالة فوضى عارمة في محطة أولاد زيان، وتكدس المئات من المسافرين البسطاء داخل المحطة وخارجها، تائهين ومصدومين نتيجة الارتفاع الغير قانوني للأثمان، والتي تجاوزت في كثير من الأحيان نسبة الخمسين في المائة والمرشحة لتجاوز ذلك مع اقتراب نهاية موسم العطلة وبدأ الموسم الدراسي وخاصة بالنسبة للعديد من الوجهات البعيدة والتي تلاقي إقبالا في مثل هذه المناسبات، كمراكش وورزازات وزاكورة وطاطا وتارودانت وغيرها من الوجهات. بخصوص الأثمان وإلى حدود أول أمس تجاورت تذكرة الذهاب إلى مراكش 60 درهما، وبلغت تذكرة الذهاب إلى أكادير 100 درهما، دون أن يشار إلى هذه الأثمنة في التذاكر. هذه الأثمان الغير طبيعية كانت سببا في احتجاج وشكوى العديد من المسافرين، وخاصة المصاحبين بأسرهم، لكن شكواهم لم تجد آذانا صاغية أمام الغياب التام للجان التي أعلن عن تأسيسها لمراقبة عملية السفر في المحطة. وحمل العديد من المسافرين الفوضى في الأثمان الذي عرفتها المحطة إلى هذه الجهات التي لم تكلف نفسها عناء مراقبة الأثمان والوسطاء و”الكورتية” الذين استغلوا الاقبال الكبير للمسافرين من أجل رفع الأسعار. وفي الوقت الذي قبل العديد من المسافرين بالأثمان المعروضة رغبة في الوصول إلى مدنهم، فضل آخرون التوجه إلى محطات القطار رغم أن هذه لم تكن أحسن حالا فإضافة إلى تكدس القاطرات بالمسافرين كان غياب التكييف وتعدد السرقات والفوظى. في حين فضل مسافرون آخرون البحث في محيط المحطة عن “الخطافة” العارضين لخدماتهم بأثمان أقل، في الوقت الذي اختار جزء من المسافرين الجلوس على الكراسي الإسمنتية في انتظار الذي يأتي ولن يأتي. الحاضر في محطة أولاد زيان ومرة أخرى هي الفوضى في الأثمان و«بلطجية الكورتية» والوسطاء، والغائب اللجان المشتركة للمراقبة التي تم إنشاؤها أياما قليلة قبل العيد من أجل ضبط الأسعار ومراقبة الحافلات، لكن لاشيء من ذلك تحقق.