اختارت المخابرات المغربية تسمية البحث الميداني من أجل فك لغز التفجير الإرهابي لمقهى أركانة “بعملية سبعة رجال”، قلة قليلة كانت تعرف الخيط الدقيق الذي قاد المخابرات المغربية لفك طلاسم العملية، المدير العام للمخابرات الذي تعرض “لتصبينة” من الدوائر العليا يوم الاثنين 2 ماي 2011، مما جعله ينزل بنفسه إلى مراكش وضواحيها من أجل قيادة العمل الميداني مصحوبا بطاقم غرفة العمليات الميدانية وثلة من كبار العمل الميداني. بعد الأربع والعشرين ساعة الأولى بدأت تباشير الخيط الرفيع تتوضح، وحدها ملامح واضع القنبلة تحددت بشكل دقيق لكن تفاصيل الملامح تتعارض في بعض الجزئيات مع شهادة الشهود الأجانب الذين استمع لهم المحققون في مراكش. بعد 48 ساعة هناك معطى في الميدان يفسر لغز الرجل، الشعر الطويل لم يكن إلا شعر اصطناعي (باروكة) واستطاعت المخابرات أن تحدد المكان الذي اقتناه منه، الشعر الأسود الكستنائي، الذي استرعى انتباه السائحين الهولنديين الذين نجاهم الله من السقوط في تفجيرات “أركانة”، كانوا قد تحدثوا عن السواد المتميز لشعر الإرهابي. المتابعة الميدانية لنشاط الإرهابي لم تعط الشيء الكثير الذي يفيد في معرفة ارتباطاته الداخلية والخارجية، المخابرات تطلب مهلة إضافية من السلطة السياسية قبل المرور إلى العملية الجراحية، السلطة السياسية ترخص، ولكن تطلب معالجة بوثيرة أسرع. السرعة أصبحت ضرورة ميدانية بعد تصريح وزير الخارجية الفرنسي بعد زوال الأربعاء 4 ماي، الذي تحدث عن تحديد هوية إرهابيين ونقل ذلك في قصاصة ل ” . أ.ف.ب” هذا التصريح المبني على تفاصيل خيط آخر يتعلق بخيط “الحافة”، جعل العمل الميداني للمخابرات المغربية يعيش لحظات صعبة مخافة أن يعيش المغرب من جديد واقعة “حي الفرح” عندما حاول الانتحاريون تفجير أنفسهم وسط طلائع القوات الخاصة التي حاصرت البيت الآمن الذي كانوا يتحصنون فيه، في الدارالبيضاء وكان الخوف أن يحمل إرهابيو “أركانة” معهم إلى الآخرة تفاصيل وألغاز العملية. أوامر السلطة السياسية عقدت الموقف أكثر: “نريد المتورطين في التفجير أحياء حتى تطالهم عدالة المغرب” الكل على أعصابه، الرقابة الاستخباراتية في “حي سيدي واصل بوعاودة” بآسفي تمر في ظروف متشنجة نتيجة تصريحات آلان جوبي التي بنيت على خيط الحافة ” La falaise” ، الذي ذهبت فيه المخابرات الخارجية الإسبانية والهولندية والفرنسية وبشكل وثوقي مبني فقط على شهادة الشهود الهولنديين بدون التدقيق في تفاصيل الشهادة بالإضافة إلى شكهم في حدود 60 في المائة بأن واضع المتفجرات في “أركانة” هو الإرهابي المبحوث عنه “الطانجاوي” الأصل الذي سبق له أن عاش في إسبانيا، عبد الفتاح الزرهوني. عملية “سبعة رجال”، تم تأصيلها على أساس خيط مبني على أرضية صلبة وعملية “الحافة” كانت مبنية على افتراض ارتباط عملية مطعم “أركانة” بمراكش بعملية مقهى الحافة في طنجة، وقرائن قريبة من “الحل الأسهل” بعيدة عن واقع الأشياء (خيط الحافة مشا للحافة وخيط سبعة رجال شد الأرض رغم عنتريات السبق الإعلامي التي مارستها وكالة الأخبار أ.ف.ب والوصاية السياسية التي مارستها الخارجية الفرنسية)، فبين خيط السنيور “فريديريكو” ومسيو “جيرار”، و”مي نيرباسطن”، وخيط “ذا موح البربري” وصحبه، الذين عاشوا أربعة ليالي بدون نوم في أزقة “سيدي واصل بوعاودة” في آسفي لا يغفون برؤوسهم إلا حين يحين وقت التي هي على المسلمين كتابا موقوتا، يكمن الفرق بين من غاص في جذور شجرة “أركانة” للبحث عن الحقيقة ومن وقف على الحافة ويريد أن يخطو في أعماق البحر الأبيض المتوسط مزهوا بضجيج اللغو الإعلامي والدبلوماسي. عندما أنهت المخابرات المغربية تحت الضغط كل البحوث الميدانية، راجعت السلطة السياسية التي أمرت بوضع كل المعطيات كالعادة رهن إشارة الشرطة القضائية، وهكذا كانت العملية الجراحية التي انتظرها المحققون منذ 28 أبريل. العملية الجراحية مكنت من اعتقال ثلاثة مغاربة: ع.ع (بائع أحذية رياضية 26 سنة مطلق) العقل المدبر للعملية الإرهابية الذي وضع العبوات المتفجرة داخل مقهى “أركانة” واثنين من شركائه (ع.ب 28 سنة بائع أحذية رياضية مستعملة)، و(ح. د 41 سنة نادل مقهى)، بينت التحريات الأولية أن كمية المتفجرات التي استعملت في العملية تقارب 15 كيلوغرام، ما يفسر قوتها التدميرية. الموقوفون لهم أكثر من محاولة للالتحاق بالمقاتلين الشيشان ومقاتلي القاعدة في العراق و شمال مالي. بعد أسبوع من البحث المضني خلية مول السبرديلة (ع ع) و مول البال (ع ب) و لقهواجي أصبحت خارج الفعل. بعد نهاية العمليات الميدانية سئل قادة المخابرات عن الوضعية في البلاد و كان الجواب كل الذين أفاضوا في اللغو نيام ووحدهم عسس المؤسسات قيام. ها أركانة، ها الحافة اللي عندو الصح يزيد وكل عام ورجال من المغرب قوامون على غيرهم GRACIAS LOS HOMBRES DE LA OPERACIÓN DE LOS SIETE SANTOS