على بعد أيام قليلة من الديربي رقم 111 بين الإخوة الأعداء الرجاء والوداد البيضاويين، سيخوض كل فريق هذا اللقاء الاستثنائي الذي يحبس نبض العاصمة الاقتصادية، بمعنويات مختلفة وفي ظل ظروف جد متبانية. فبعد أن انطلق قطار الوداد بسرعة فائقة مع بداية البطولة، فيما عانى الرجاء بشكل كبير خلال نفس الفترة، انقلبت الآية، حيث الرجاء تعيش الآن أزهى أيامها، بينما يتخبط فريق الوداد الرياضي في العديد من المشاكل وصل مداها إلى المطالبة برأس المدرب دوكاستيل. وفي هذا الإطار، يُذكر أن جماهير الوداد الرياضي التي انتقلت إلى مدينة اكادير حاولت اقتحام مستودع الملابس بعد نهاية اللقاء بهزيمة الوداد، وصبت جام غضبها على اللاعبين والمدرب على وجه الخصوص، متهمة إياه بالتسبب في تراجع أداء فريقهم، ومحملين إياه مسؤولية الهزيمة أمام الترجي في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية والإقصاء من كأس العرش، بالإضافة إلى تضييع العديد من النقاط خلال المقابلات التي خاضها الوداد بملعب محمد الخامس وخارجه في غطار البطولة الوطنية. وبالتالي، سيكون لقاء الديربي النقطة الحاسمة في مصير المدرب السويسري دوكاستيل، ذلك أن أية نتيجة سلبية خلال هذا اللقاء تعني الاستغناء عن خدماته، مع العلم أن هذا الأخير تلقى العديد من العروض من أندية خليجية ومصرية وتونسية، بعد أن تمكن من قيادة الوداد إلى نهائي عصبة الأبطال الإفريقية. وتجدر الإشارة أن فريق الوداد احتاج لشهرين ليحقق أول فوز له على فريق شباب الحسيمة، ليتوقف بعدها قطار الانتصارات بعد تعادل أمام النادي المكناسي وهزيمة أمام حسنية اكادير هي الثانية له هذا الموسم، حيث صار يقبع في المركز الخامس بفارق عشر نقاط عن فريق الفتح الرياضي، بطل الخريف، الذي يملك في رصيده 30 نقطة(مع مقابلة ناقصة للوداد ستجمعه بالمغرب الفاسي). وبينما تستمر معاناة الوداد الرياضي، خصوصا أن بعض الأخبار تؤكد تداول بعض الأسماء لخلافة دوكاستيل كهنري مشيل و بادو الزاكي أو رشيد الطاوسي، يعيش الرجاء الرياضي أزهى لحظاته، خصوصا بعد أن أحرز فوزه الثالث على التوالي في بطولة هذا الموسم على حساب فريق شباب المسيرة. ولعل أكبر المتفائلين الرجاويين لم يكن يتوقع أن ينطلق الزحف الأخضر ليصل بالفريق إلى المركز الثاني، وذلك بعد أن عاش الرجاء بداية جد متعثرة خلال بداية البطولة، وقبلها تم إقصائه من كأس العرش على يد أولمبيك أسفي بمدينة البيضاء، بالإضافة إلى رحيل المدرب امحمد فاخر عن الفريق، والنتائج الهزيلة التي حققها أبناء المدرب مارشان في المباريات الأولى، ثم الإقصاء من دوري عصبة الأبطال. لكن غيوم الأزمة انقشعت لينبعث الرجاء من جديد ويعود إلى سكة الانتصارات، خصوصا خلال الآونة الأخيرة، مما سيجعل اللاعبين الرجاويين يدخلون لقاء الديربي بمعنويات عالية بغية تحقيق الفوز، الذي سيمكنهم من الحفاظ على المركز الثاني، في انتظار تعثر الفتح الرياضي لينقض النسر الأخضر على المقدمة الترتيب، ولم لا السير نحو لقب جديد. كما يجب ألا ننسى عودة سفيان العلودي إلى الميادين، وهو اللاعب المدلل لعاشقي”الخضرا”، الذي أكّد أنه يرغب بشدة في التسجيل خلال لقاء الديربي، مبرزا عن فرحته العارمة بالعودة إلى الميادين بعد غياب طويل. ورغم كل هذه المعطيات، وما يعيشه الوداد من صراعات داخلية ومشاكل ألقت بظلالها على نتائج الفريق وحالة النشوة التي يعيشها الرجاء على خلفية النتائج الإيجابية، غير أن لقاء الديربي لا يؤمن عادة بهذه الحقائق والوقائع، التي لا تلعب دورا كبيرا على رقعة الملعب، خصوصا إذا ما أعدنا غلى الأذهان العديد من لقاءات الديربي التي انتصر خلالها الفريق “الضعيف ظرفيا”، بل وكان هذا اللقاء تلك الدفعة النوعية، التي قادت سواء الرجاء أو الوداد إلى تجاوز أزمته والتصالح مع جماهيره. وكل ديربي وأنتم بخير.