محمد حسنين هيكل حثّ الكاتب محمد حسنين هيكل المصريين على التصويت ب”لا” على الدستور، وفي أول موقف علني له قال إنه ضد الدستور المقترح وذلك في حديث متلفز على قناة “cbc” في حوار مع الإعلامية لميس الحديدي. وانتقد هيكل الرئيس محمد مرسي، لكنه نفى أن يكون مرسي مجرد “بوق لجماعته” (الإخوان المسلمين)، إلا أنه “حائر ما بين هيلمان الرئاسة وانتمائه التنظيمي”. ووصف الكاتب الصحافي الدستور المطروح للاستفتاء ب”المعيب”، وأنه لا يعبر عن مستقبل أمة، وقال: “بعيداً عن التوقف أمام نصوص الدستور، فهو لا يمثل طوائف الشعب الحقيقية، وكتابة الدساتير لا تتم بأغلبية أو أقلية في البرلمان”، مشيراً إلى أن القوة الحقيقية للتيار الإسلامي عبّرت عنها نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وهي ال5 ملايين و700 ألف صوت التي حصل عليها مرسي. يُذكر أنه من المقرر أن يعقد الاستفتاء بشأن الدستور على مرحلتين: الأولى يوم 15 ديسمبر/كانون الأول، والثانية يوم 22 من نفس الشهر. وأوضح هيكل، كما ذكرت “بوابة الأهرام”، أن الوضع الراهن لمصر يتطلب دستوراً مؤقتاً أو إعلاناً دستورياً، ليسمح للمجتمع بالتوافق على دستوره، مشيراً إلى أن الشعب المصري انقسم بين التيارين الإسلامي والمدني، بما يستوجب التوافق على مواد الدستور. وكشف أن هناك معارضة للإعلان الدستوري ولطرح الدستور للاستفتاء في هذه الظروف، موضحاً أن قيادات على مستوى رفيع بالإخوان أبلغته بأنها صُدمت من الإعلان الدستوري وكذلك من صيغته الركيكة. جماعة الإخوان مرتبكة منذ نشأتها ونوّه هيكل إلى أن جماعة الإخوان مرتبكة منذ نشأتها، مشيراً إلى أنه قال لرئيس الجمهورية خلال لقائهما إنه يعلم عن الإخوان أكثر منه. وأضاف: “قلت للرئيس مرسي: أنا أعرف عن الإخوان أكثر مما تعرف أنت، واندهش، وسألته: هل قابلت حسن البنا؟ فرد: لا، فرددت عليه: أنا قابلته، وأجريت معه حواراً عام 1946″. ونوّه هيكل أنه كان على نائب الرئيس، المستشار محمود مكي، أن يستقيل من منصبه عندما قال (مكي) إنه لم ير الإعلان الدستوري قبل إصداره. وتعليقاً على أحداث الاتحادية الأخيرة، قال هيكل إن أحداث الاتحادية والصدامات التي وقعت بين أنصار تيار الإسلام السياسي وشباب الإخوان من جهة والشباب المحتجين على الإعلان الدستوري من جهة أخرى موضع تحقيق داخلي بجماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أنه من المستحيل أن يكبح الدكتور مرسي جماح الجماعة. معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل كما نوّه هيكل إلى أن الوسام الذي أعطاه الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لزوجة الرئيس السادات كان موجهاً للخارج، لإثبات “انحياز مصر للسلام”، مشيراً إلى أن جميع قيادات الإخوان بمن فيهم المرشد العام للجماعة يؤيدون بقاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وأضاف: “إذا كان الدكتور مرسي يريد تكريم الرئيس السادات فهل يتم تكريمه بحضور قتلته في احتفال (كامب ديفيد)”، مشدداً على أن واشنطن طلبت من مصر إثبات مسعاها الحقيقي تجاه السلام وكان الوسام الذي منحه الرئيس مرسي للسيدة جيهان السادات أفضل الأساليب من وجهة نظره. ودعا هيكل إلى إعطاء الدكتور مرسي فرصة للتعرف إلى ملفات البلاد، مشيراً إلى أن رئيس الولاياتالمتحدة يمنح 10 أسابيع للتعرف إلى ما لا يعرفه رغم أنه عضو كونغرس أو حاكم ولاية أو متصل بصناعة القرار بأي طريقة. وتابع: “إذا كان الرئيس الجديد في الولاياتالمتحدة يحتاج إلى 10 أسابيع فإن الرئيس المصري الجديد يحتاج إلى 10 سنوات”، موضحاً أنه غير راضٍ عن القرارات التي أصدرها الدكتور مرسي وكذلك خطاباته. الجماعة يجب أن تحل نفسها ودعا هيكل جماعة الإخوان المسلمين إلى حل نفسها، معبراً عن قناعته بأن الجماعة ستضطر لهذا الحل. وأكد أن هذا الاضطرار سيحدث نتيجة أن الجماعة تسير عكس حركة التاريخ، منوّهاً إلى أن مرسي وجماعته يدركون أنهم لم يصلوا إلى الحكم بسبب القاعدة الشعبية للإخوان وإنما وصلوا إليها بفضل ظروف كثيرة داخلية وخارجية. وطالب هيكل مرسي بالسعي لإحداث حالة من التوافق الوطني لأنه أكثر من يحتاج إليه في مصر، منوّهاً إلى أن ذلك يحتاج من الدكتور مرسي أن يحضر القادرين على رؤية المستقبل. واختتم هيكل حديثه بأن الوضع في مصر يشبه سيارة تسير بأقصى سرعة فوق منحدر وليس لها فرامل، داعياً الله أن يوفق أي شخص للعثور على الفرامل للتحكم في السيارة قبل انقلابها.