شكل "التشخيص البيولوجي لمرض (كوفيد 19)"، محور اللقاء التفاعلي المباشر الثاني الذي أطلقته وزارة الصحة اليوم الثلاثاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وذلك في إطار برنامجها الرامي لتعزيز التواصل مع الرأي العام والإجابة عن أسئلة المواطنين بخصوص مختلف الجوانب المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد. وأطرت هذا اللقاء التفاعلي الدكتورة أمينة الحنصالي، مسؤولة التواصل في المعهد الوطني للصحة، التي توقفت عند مختلف الأطراف المتدخلة في عملية التشخيص البيولوجي للإصابة بالفيروس، ومجمل المسار الذي تأخذه هذه العملية بدء من الاشتباه بالإصابة إلى إصدار النتيجة النهائية للتحاليل المخبرية. وفي هذا الصدد، أوضحت الدكتورة الحنصالي، أن الأمر يتعلق بعملية تشخيص مرض (كوفيد- 19) داخل المختبرات تروم التأكد من الإصابات وتتبعها، مشيرة إلى أن الوزارة تعتمد إلى حد الآن على ثلاثة مختبرات مرجعية لإجراء التحاليل البيولوجية الخاصة بالفيروس، وتتمثل في (معهد باستور المغرب)، والمعهد الوطني للصحة، ومختبر المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط. وعن المسار الذي تمر به عملية تشخيص الإصابة بالفيروس، سجلت الحنصالي أنه بعد اتصال المشتبه في إصابته بالجهات المختصة في التواصل والاستشارة على مستوى وزارة الصحة، من خلال الأرقام التي وضعتها هذه الأخيرة رهن إشارة المواطنين، يتم أخذ العينات وتوجيهها إلى أحد هذه المختبرات الثلاثة قصد تحليلها. وفي استعراضها لطريقة استخلاص العينات، أشارت الحنصالي إلى أن فيروس (كوفيد 19) يستهدف خلايا الجهاز التنفسي للإنسان، موضحة أنه لذلك تؤخذ عينتان من الإفرازات على مستوى الأنف والحلق، ويتم الاحتفاظ بهما بطريقة آمنة داخل أوعية خاصة قبل نقلها إلى المختبرات من مختلف جهات المملكة. وبعد أن أكدت على أن الأطقم المشتغلة في المختبرات تقدم خدماتها على مدار الساعة على غرار الجهاز الطبي، سجلت المسؤولة أنه يتم تحليل هذه العينات بواسطة تقنية "التفاعل البوليمزار للأنزيم " (PCR)، التي تقوم على استخلاص الحامض النووي للفيروس، لافتة إلى أن العملية تستغرق ما بين خمس وست ساعات للحصول على النتيجة النهائية، ليتم بعدها تجميع النتائج وإرسالها إلى مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة قصد اتخاذ الإجراءات الضرورية. وفي إطار التفاعل مع أسئلة المتابعين، وفي ردها عن سؤال حول السبب وراء "قلة" عدد التحليلات التي تقوم بها الوزارة يوميا مقارنة بالدول الأخرى، قالت الدكتورة الحنصالي إن المختبرات المخول لها إجراء التحاليل الخاصة بهذا الفيروس، قادرة لحد الآن على معالجة جميع العينات التي تصلها خلال هذه المرحلة من انتشار الوباء في إطار التفاعل مع جميع الأشخاص الذين يتواصلون مع الوزارة عندما تظهر عليهم أعراض المرض قصد إحالة عيناتهم على التحليل. وبعدما أشارت إلى أن المستشفيات الجامعية تتوفر على التقنيات التي تمكن من تشخيص الإصابة ب(كوفيد-19)، ذكرت الحنصالي أن الوضعية الحالية لانتشار الوباء لا تستلزم اعتماد هذه الاخيرة، موضحة أنه سيتم اللجوء إلى المستشفيات الجهوية والإقليمية والجامعية إذا ما كانت الطاقة الاستيعابية للمختبرات المعتمدة غير كافية. وفي ردها عن سؤال حول "تقنية الكشف السريع" عن الإصابة بمرض (كوفيد-19)، والتي يتم الحديث عنها في العديد من الدول التي طالتها الجائحة، قالت الدكتورة الحنصالي إن منظمة الصحة العالمية لم تصادق إلى حد الآن على هذه التقنية. وخلصت الدكتورة الحنصالي إلى دعوة من تظهر عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورنا المستجد، إلى الإسراع بالاتصال بالمصالح المختصة قصد تلافي المضاعفات التي قد تنجم عن التأخر في الولوج إلى المستشفى، مشددة على ضرورة الالتزام بإجراءات الحجر الصحي واتباع تعليمات السلطات ونصائح وزارة الصحة. يشار إلى أن اللقاء التفاعلي المباشر الأول الذي أطلقته وزارة الصحة على صفحتها الرسمية على موقع (فيسبوك) هم أمس الاثنين موضوع "ماذا أفعل إذا اشتبهت في إصابتي بمرض كوفيد-19′′، وأطره الدكتور أحمد الركيك، رئيس مصلحة المراقبة الوبائية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة. وحسب وزارة الصحة، فإن اللقاء التفاعلي المباشر الثالث الذي سيبث على صفحتها غدا الأربعاء ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، سيتناول موضوع "توفير دواء الكلوروكين ومعدات الحماية الفردية الخاصة بمهنيي الصحة والكمامات الطبية"، وسيؤطره رئيس قسم التموين بالوزارة، السيد محجوب عهدي.