أكد الأستاذ الجامعي الأردني، محمد مختار المفتي الحسني، أن “نداء القدس”، الذي وقعه مؤخرا بالرباط، أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وقداسة البابا فرنسيس، يشكل دعوة محمودة في سياق الحوار الإنساني والتواصل الحضاري في أجواء السلام والتعايش المشترك. وقال المفتي الحسني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الخميس إن القدس رمز للتعايش بين الجميع، وهي إرث مشترك للمسلمين والمسيحيين معا والديانات السماوية يوحدها تقديس وتبجيل هذه الأرض المقدسة. وأشار إلى أن التعايش بمفهومه الإنساني والحضاري والديني إنما يمتد ليشمل الآخر المختلف حتى في أصل العقيدة، مبرزا أن اختلاف الناس في أديانهم وعقائدهم سنة قدرها وقضاها رب العالمين، لحكمة عظيمة وغاية جليلة. وأضاف في هذا الصدد أن حوار الأديان اليوم أضحى “مشروع الأمل للإنسانية” وليس في مسألة الحضارة اليوم أهم من الحوار بين الأديان. ولفت إلى أن هذه المبادرة الإنسانية والحضارية تعكس صورة ومكانتة المملكة الشريفة والتقدير الذي تحظى به أمام العالم، مسجلا أن جلالة الملك محمد السادس “سار على نهج أسلافه المنعمين الذين أسسوا صرح الدولة العلوية الإسلامية بغرس الثوابت الدينية والوطنية في نفوس المغاربة الأحرار والدفاع عن العقيدة الدينية وإمارة المومنين التي تهدف إلى نشر السلام في العالم وثقافة التسامح الديني المبنية على فكر الوسطية والاعتدال”. وأوضح أن المغرب كان ومازال بلدا منفتحا على الشعوب والحضارات بلا ذوبان ومتسامحا مع الآخرين ونابذا لكل أشكال العنف والتطرف والغلو. وأشاد الجامعي الأردني بالدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك في خدمة القضية الفلسطينية بشكل عام والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بشكل خاص. وخلص إلى أن القدس وقضية المسلمين الأولى فلسطين، لم تغب عن فكر جلالته بتاتا في هذا اللقاء التاريخي المشترك بين المرجعيتين الدينيتين، لافتا إلى أن جلالته مافتئ يذكر المجتمع الدولي في كل محفل بأنها القضية المحورية في العالم رغم كل الأزمات التي تشهدها المنطقة حاليا.