وافق الكونغرس الأميركي الأربعاء على موازنة قدرها 716,3 مليار دولار لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بما ي سر ع الإنفاق العسكري ويدعم الموقف الأميركي في مواجهة روسيا وفي الوقت نفسه يتفادى إثارة غضب دونالد ترامب الذي يتعين عليه المصادقة عليها. ووافق مجلس الشيوخ على قانون موازنة الدفاع بغالبية 87 صوت ا مقابل 10، بعد أسبوع واحد من حصوله على 359 صوت ا مقابل 54 في مجلس النواب. وقال وزير الدفاع جيم ماتيس في بيان “أشعر بالامتنان لتصميم أعضاء الكونغرس، من الحزبين، على تبني قانون موازنة الدفاع خلال وقت قياسي هذا العام”. وي فرج القانون عن مبلغ 69 مليار دولار للعمليات الخارجية الجارية (أفغانستان، سوريا، العراق، الصومال…)، ويشتمل على زيادة قدرها 2,6% على رواتب أفراد القوات المسلحة، وي تيح صرف عشرات المليارات من أجل الاستثمار في تحديث البحرية والقوات الجوية والصواريخ الأميركية. ويحظ ر القانون على البنتاغون تسليم أي مقاتلة من طراز إف-35 إلى تركيا في حال لم تلتزم بعدم المضي قدما في مفاوضاتها مع روسيا لشراء أنظمة إس-400 الدفاعية الجوية الروسية والتي من المفترض ان هذه المقاتلة قادرة على الافلات منه. وكانت الولاياتالمتحدة سل مت أولى مقاتلاتها من طراز اف-35 الى تركيا في أواخر حزيران/يونيو رغم التوتر المتزايد مع هذه الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي. لكن هذه الطائرات ستظل في الولاياتالمتحدة لمرحلة أولى طيلة فترة تدريب الطيارين الاتراك وهي عملية يمكن أن تستغرق عاما أو اثنين بحسب البنتاغون. ولتفادي أي فيتو من قبل الرئيس، امتنع أعضاء المجلس عن التصويت على تعديل كان سيتعرض اتفاقا للادارة مع مجموعة “زد تي اي” الصينية للاتصالات ويخفف من العقوبات على انتهاكات الحظر المفروض على ايران وكوريا الشمالية. ندد السناتور الجمهوري ماركو روبيو بتراجع اعضاء مجلس الشيوخ الذين يعتبرون ان المجموعة الصينية تشكل خطرا على الامن القومي للولايات المتحدة، وصو ت ضد النص. وقال روبيو “حان الوقت لنفتح أعيننا”. واضاف “نحن نخوض منافسة جيوسياسية ليس مع دولة زراعية فقيرة تحاول اللحاق بنا بل مع قوة عظمى تحاول اعتراض طريقنا بشكل غير منصف وبهدف أن تحل محلنا لتصبح الدولة الاقوى عسكريا واقتصاديا وجيوسياسيا وتقنيا في العالم”. ويجيز القانون بطلب من البنتاغون منح استثناءات للعقوبات الاميركية على الدول التي تشتري أسلحة روسية لتفادي انتقالها بشكل نهائي الى صف الكرملين. ويقول مؤيدي هذا البند ان التغيير سيتيح مساعدة بعض الدول على الابتعاد تدريجيا عن النفوذ الروسي. ويريد ماتيس خصوصا أن يبدأ ببيع أسلحة الى الهند أكبر مستورد عالمي للمعدات الدفاعية والتي تشتري عتادا روسيا منذ سنوات وتخوض مفاوضات مع موسكو لشراء أنظمتها الدفاعية المضادة للطائرات من طراز اس-400. ويفرض القانون قيودا على التعاون العسكري مع روسيا ويخصص 65 مليون دولار لتطوير الترسانة النووية الاميركية خصوصا لجهة تحديث الاسلحة النووية ذات القوة المحدودة. وحملت موازنة العام الحالي اسم السناتور الجمهوري جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ والموجود في منزله في اريزونا بعد اصابته بسرطان في الدماغ. وقال ماكين “تمثل ميزانية الدفاع للعام الحالي فرصة مهمة لاعتماد مقاربة فعالة من أجل مواجهة تهديدات متزايدة في العالم”. وصادق الكونغرس على ميزانية الدفاع ل57 سنة متتالية وأشار السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنتال الى ان نجاحها “انتصار لمبدأ ان الامن القومي أهم من السياسة والاحزاب”.