في إعلان مفاجىء ومدهش، وافق الرئيس الأميركي الخميس 08 مارس على عقد لقاء قريبا مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون بعد حرب كلامية طويلة بينهما منذ وصول دونالد ترامب الى السلطة. ولم يحدد مكان وموعد اللقاء بين الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة والزعيم الكوري الشمالي. ويأتي هذا التغيير الذي لم يمكن مطروحا قبل أسابيع فقط، بعد سنتين على توتر حاد بين واشنطن وبيونغ يانغ بشأن البرنامجين النووي والبالستي لكوريا الشمالية. وفي خطاب مقتضب أمام الجناح الغربي للبيت الابيض، أعلن شونغ اوي يونغ مستشار الامن القومي للرئيس الكوري الجنوبي ان ترامب قبل الدعوة الى هذه القمة التاريخية. وقال إن الزعيم الكوري الشمالي “عبر عن رغبته في لقاء الرئيس ترامب في اسرع وقت ممكن”. واضاف ان “الرئيس ترامب اعرب عن تقديره لهذه الإحاطة وقال إنه سيجتمع مع كيم جونغ أون بحلول ايار/مايو لتحقيق نزع دائم للسلاح النووي”. واكد البيت الابيض ان الرئيس ترامب (71 عاما) قبل اقتراح الزعيم الكوري الشمالي الثلاثيني. وفي تغريدة، رحب الرئيس الاميركي ب”التقدم الكبير” الذي أحرز في ملف كوريا الشمالية، مشيرا الى ان رجل بيونغ يانغ القوي ناقش مسألة “نزع” للأسلحة النووية مع ممثلي كوريا الجنوبية، وليس فقط مجرد “تجميد” للأنشطة النووية. واكد ترامب ام “العقوبات يجب ان تبقى مفروضة الى ان يتم التوصل الى اتفاق”. اوضح مسؤول اميركي انه لم يتم تسليم اي رسالة خطية من الزعيم الكوري الشمالي، موضحا ان دعوته نقلت “شفهيا”. من جهة اخرى، قال شونغ ان كيم جونغ اون تعهد العمل على “اخلاء (شبه الجزيرة الكورية) من الاسلحة النووية” ووعد بالامتناع عن اجراء “اي تجربة نووية او صاروخية جديدة” خلال اي مفاوضات محتملة. ورحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الجمعة “بالتغيير من قبل كوريا الشمالية” والاعلان عن عقد قمة بين كيم وترامب، معتبرا انه “نتيجة التعاون بين الولاياتالمتحدة واليابان والولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية بهدف الابقاء هلى ضغط قوي بالتوافق مع الاسرة الدولية”. واضاف آبي “ليس هناك تغيير سياسي من قبل الولاياتالمتحدة او اليابان”، مؤكدا “سنواصل ممارسة ضغوط قصوى الى ان تتخذ كوريا الشمالية اجراءات عملية على طريق نزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق ولا يمكن العودة عنه”. وجاء هذا الاعلان بعد انفراج واضح بدأ في شبه الجزيرة الكورية منذ بداية العام مع دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ. وبعد محادثات مطولة الاثنين مع الزعيم الكوري الشمالي، اكد شونغ ان كيم جونغ اون مستعد لتحريك ملف الترسانة النووية لبيونغ يانغ الذي كان من المحرمات. واضاف ان الشمال مستعد “لحوار صريح” مع الولاياتالمتحدة للبحث في نزع السلاح النووي. وقالت سيول ان الكوريتين قررتا عقد قمة ثالثة بينهما في نهاية نيسان/ابريل بعد قمتي 2000 و2007. وستعقد هذه القمة الجديدة في قرية بانمونجوم في المنطقة المنزعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. كان الرئيس الاميركي قد رحب الثلاثاء بمؤشرات الانفتاح هذه لكنه دعا في الوقت نفسه الى التزام الحذر واكد مجددا ان كل الخيارات مطروحة. وقال “سيكون الامر جيدا للعالم ولكوريا الشمالية ولشبه الجزيرة، لكننا سنرى ماذا سيحدث”. الا ان مسؤولين آخرين في ادارته نصحوا بالتزام الحذر وبدا بعضهم مشككا بعد اشهر من حرب كلامية بين واشنطن وبيونغ يانغ بينما تحرز كوريا الشمالية تقدما في المجالين النووي والبالستي. وتؤكد بيونغ يانغ ان صواريخ باتت قادرة على بلوغ الاراضي الاميركية. وكانت كوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات فرضها مجلس الامن الدولي ودول عدة، تصر حتى الآن على ان تطوير برنامجها النووي امر غير قابل للتفاوض. وقبل ثلاثة اسابيع فقط اعلن ترامب عن عقوبات جديدة بعد ساعات على وصول ابنته ايفانكا ترامب الى كوريا الجنوبية لحضور اختتام الالعاب الاولمبية.