لا زال جمهور نادي الجيش الملكي، ينتظر تنفيذ الجامعة الملكية لكرة القدم لتهديداتها تجاه "كلّ" الجماهير، التي يصدر عنها أفعال شغب داخل أو خارج محيط الملاعب المغربية، وتأتي مطالب الجماهير العسكرية، التي دعت إليها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تحت عنوان "علاش غير حنا اللي كيطبق علينا القانون"، عقب أحداث الشغب الخطيرة التي عرفتها مباراة اتحاد طنجة والمغرب التطواني السبت الماضي، والتي عرفت اعتداء جمهور طنجة على الطاقم التحكيمي للمباراة، ومواجهة بين جمهور الماط وهجومها على عدد من رجال الأمن والقوات المساعدة، حيث يرقد عدد منهم بمستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة لتلقي العلاج، فيما أكدت مصادر محلية أن هناك إصابات خطيرة لعدد من رجال الأمن، مما يعني أن الجامعة ملزمة بتنفيذ وعودها وتطبيق القانون بصرامة. ويشعر جمهور الجيش الملكي، أنه "استثناء" داخل وطنه، خاصة أن سلسلة من العقوبات كانت صادمة، ورأى بعضهم أنها لا تدخل في خانة تنفيذ العدالة "الرياضية" بين مختلف الجماهير المغربية، بل في خانة "الانتقام"، من بعض أعضاء الجامعة ممن يدافعون عن فرقهم ولو على حساب دورهم كأعضاء يمثلون "كل المغاربة" وليس ناديهم فحسب.
هذا، واستحضرت الجماهير العسكرية قرار جامعة الكرة، عندما عاقبته على أحداث شغب وقعت خارج العاصمة الرباط، وهنا يأتي مشهد ترصد مجموعة من الشباب مدججين بالأسلحة البيضاء للجماهير العسكرية في نواحي مدينة المحمدية وهي عائدة من مباراة الرجاء برسم "البطولة"، حيث تم إيقاف القطار "وحدث ما حدث"، لتخلص الجامعة إلى قرار إجراء مباراة الرجاء والجيش، بملعب الفتح برسم ثمن عشر نهاية كأس العرش للموسم الماضي بأبواب مغلقة، وهو الشيء الذي شكل صدمة للجمهور العسكري، فكيف ينتقم من جمهور الجيش بسبب أحداث عرفها أولا مركب محمد الخامس وكان بطلها جمهور الرجاء البيضاوي الذي أكدت الكاميرا والصور اعتداءه على عميد الجيش "عبد الرحيم شاكير"، وثانيا أحداث نواحي المحمدية؟ مما يعني أن الجامعة كان بإمكانها منع تنقل جمهور الرجاء إلى الرباط ثم معاقبته بسبب اعتدائه على لاعبي الجيش، لكن مبرر الجامعة كان لتفادي الاحتكاك بين جماهير الفريقين، ولم يشف غليل جمهور العاصمة بعد هذا القرار سوى تألق فريقه الذي أخرج الرجاء من كأس العرش، حيث احتفل بشوارع الرباط ضدا في الجامعة، ورفعت شعارات قوية تجاه أعضائها.
المشهد الثاني من ذكريات جمهور الجيش الملكي مع قرار جامعة الكرة، هي العقوبة التي أصدرتها على خلفية أحداث الشغب المؤسفة التي عرفتها مباراة الجيش الملكي والدفاع الجديدي، التي أقيمت يوم الاحد 19 أكتوبر 2014 بملعب الفتح بالرباط، برسم الدورة الخامسة للبطولة الوطنية الاحترافية للموسم الماضي، والتي تميزت بالإخلال بالأمن العام والاعتداء على عناصر الامن ودخول الجمهور الى رقعة الملعب، حيث قررت لجنة الانضباط التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وخلال اجتماعها الذي اطلعت من خلاله على مختلف التقارير والتسجيلات الخاصة بهذه الأحداث قررت، طبقا للمادتين 64 و 66 من قانون الانضباط، إجراء (4) مباريات بدون جمهور، وهذا يعني أن العقوبة التي ينتظرها "جمهور الجيش الملكي"، تطبيقا للعدالة والمساواة بخصوص شغب طنجة، يجب ألا تقل عن 4 مباريات إن لم يكن أكثر.
المشهد الثالث، اعتداء أنصار فريق شباب الريف الحسيمي يوم السبت 26 دجنبر 2014، على جمهور الجيش الملكي عير اعتراض سيارات كانت تقلهم، عقب نهاية المباراة التي جمعت الفريق العسكري بشباب الريف بالحسيمة، حيث تم رشقها بالحجارة على الطريق الرابطة بين امزورن وبني بوعياش مما أدى الى انقلاب بعض السيارات، وإصابة بعض الجماهير إصابة خطيرة، كان من بينهم مشجع عسكري مثال للأخلاق العالية وقيمة ثقافية أيضا، "يوسف الشعبي"، الشيء الذي كشف حقيقة أن الجمهور العسكري، ليس هو الفاعل دائما، أو بؤرة شغب كما وصفه أحدهم، خاصة أن هذا المشجع ومن كان يرافقه معروف لدى الجماهير المغربية ورجال الاعلام أيضا، بأنه لن يصدر عنه ما يمكن أن يبرر اعتداء جمهور الحسيمة عليه وعلى من معه، وبالرغم أن إصابته كان خطيرة وأجرى على إثرها عملية جراحية، بل كاد يفقد حياته في تلك الحادثة، إلا أن شغب جمهور الحسيمة مر مرور الكرام، ولم تصدر الجامعة أي عقوبة "رادعة" أو "خفيفة"، الشيء الذي اعتبرته الجماهير ظلما و"انتقاما"، ودعوة إلى الاعتداء على الجمهور العسكري مادام المعتدي لم ولن ينل عقابه.
تأتي هذه المطالب، في وقت شددت من خلاله الجامعة على التصدي لظاهرة الشغب هذا الموسم، وهددت بعقوبات "رادعة" لكل الجماهير التي تخرج عن النص وتثير الشغب في ملاعب المملكة، خاصة أن هذا الموسم انطلق "عنيفا" بدءا من أحداث مباراة أولمبيك خريبكة والوداد، حيث أصدرت الجامعة عقوبتها في حق لوصيكا بإجراء مباراتين بدون جمهور.