كثر الحديث مؤخرا عن الدارجة بعد أن رفع نور الدين عيوش توصيات للملك محمد السادس لاعتماد الدارجة كلغة تدريس. وفي هذا الإطار خص الباحث المغربي فؤاد العروي موقع "Medias24.com" نقدم لكم ترجمة لأهم ما جاء فيه. وللإشارة، فقد حصل الكاتب والأستاذ الجامعي فؤاد العروي على جائزة "غونكور" سنة 2013، وهو مؤلف كتاب "الدراما اللغوية المغربية". ما هي العلاقة بين الثنائية اللغوية والتعليم؟ لا يمكننا الجواب عن هذا السؤال في بضعة سطور، فقد خصصت لهذا الموضوع كتابي تحت عنوان "الدراما اللسانية المغربية"، والذي استغرقت في كتابته ثلاث سنوات، ولكن من الواضح أن الدراسة بلغة لا نتكلمها في البيت أو مع العائلة أو الأصدقاء لا يسهل الكثير من الأمور. هل تعد الدارجة لغة فقيرة؟ ليست الدارجة باللغة الغنية أو الفقيرة لأن ذلك يعتمد على المتكلم، فإذا كان هذا الأخير موهوبا ومثقفا وذكيا ومحبا للاستطلاع، فإن ذلك يجعل من الدارجة لغة غنية. كل في في الأمر هو أنه يجب إغناءها باستعمال قليل من العربية الفصحى أو توظيف كلمات من لغات أخرى خصوصا الكلمات التقنية. وحين يتخلص المتحدثون من جميع عقدهم، يمكننا حينها أن نتخذ الدارجة كأساس طبيعي للتعبير ونقوم بإغناءها كل يوم. ولكن لماذا يتم احتقارها من طرف المسؤولين الرسميين؟ لحسن الحظ ليس من طرفهم جميعا، لكن يجب علينا أن نسأل الفئة التي تحتقرها: كيف يمكننا احتقار اللغة التي نتواصل من خلالها مع أصدقائنا، والتي تعتبر لغة آبائنا؟ ما هي المراحل التي يجب قطعها لجعل الدارجة لغة حقيقية؟ ولكنها بالفعل لغة حقيقية، فهي تتوفر على معجم ولها قواعدها اللغوية الواضحة...وإذا لم تكن الدارجة لغة فكيف نتواصل طيلة اليوم؟ بالنسبة لتوصيات لجنة نور الدين عيوش التي تم رفعها إلى الملك لاعتماد الدارجة كلغة تدريس رفي التعليم، هل تفوق هذه التوصيات عضق هذه اللغة أم أن لذلك علاقة بقدسية اللغة العربية؟ بطبيعة الحال، لكن هناك عيب لا زلنا نعاني منه وهو أننا عوض أن نعكف على دراسة حقيقية لمشكل ما، نقوم باتهام الشخص الذي طرح هذه المشكل بأن له نوايا سيئة. هل تتحمل الدولة مسؤولية تدهور نظامنا التعليمي؟ هذا أمر واضح، ليس هناك شعب أذكى من آخر، فلماذا نجد نسبة النجاح بالمغرب خلال امتحانات الباكالوريا لا تتعدى 20 بالمائة بينما تصل في دول أخرى إلى 75 بالمائة أو أكثر؟ هل هناك دول أخرى لا يتم تدريس اللغة الأم بها ولا يتم توظيفها كلغة تدريس؟ أجل هناك العديد من الحالات، خصوصا في القارة الإفريقية، لكن الأمر لا يتعلق بثنائية اللغة بل بازدواجيتها، وهذا أمر مختلف، لأن ثنائية اللغة اختصاص تنفرد به الدول العربية، إلى جانب هايتي على ما أظن.