تقول بعض الميثولوجيات بأن مفهوم العشيقة، هي تلك التي تحن للمعشوق الواحد، وتكتم أصراره، وتدافع عن حبها له، ولو أدى بها ذلك إلى التمرد على الآلهة، وبالتالي إلى الموت. يطل علينا السفير الفرنسي بواشنطن، الذي شبه المغرب بالعشيقة التي تجامع كل ليلة، رغم أنه ليس بالضرورة الغرام بها، لكنه يلزم الدفاع عنها. هذا الكلام سيفجر الديوثية المغربية في شخص الحكومة، للمنافحة عن المومس العجوز التي جامعها الكثير، وليست بالعشيقة، باستنكارها الأشد للكلمات الجارحة، والعبارات المهينة. فحسب المرتزق مصطفى الخلفي الوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن هذه العبارات القدحية جاءت على لسان ممثل إسباني معروف بعدائه المفرط للوحدة الترابية، وذلك خلال تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، في إطار حملة مغرضة، ومنظمة ضد القضية المقدسة لجميع المغاربة !!!. إن سمفونية "ندين" قد يئس منها المغاربة، في ظل سياسة الديوثية التي تنهجها الحكومة، وتداعب بها المخزن المغربي، لكسب موقع نافذ من داخل المشهد السياسي، بعد اصطدامها مع عناكب الدولة العميقة، المشخصنة في التماسيح والعفاريت بلغة رئيس الحكومة. سوف يضع المعشوقة المغربية هذا الكلام في موضع إحراج، مادامت الممارسة السياسية تؤثثها أغرب المفارقات الكونية، هي إتقان المخزن فن المضاجعة والتماهي مع الغرب. في حين إتقان سياسة الافتضاض والتجريح للشعب المغربي الأعزل. هذه الارتجاجات المناسباتية و الانفعالية الطارئة للواقع المغربي من جراء دغدغة السفير الفرنسي، كانت الأولى أن تكون عن الواقع المغربي المتخم بالتفقير والقمع، والذي أصبح يعرف إفلاسا على جميع المستويات، بل الأزمة الآن بلغت مراحل الاختناق، بعد عجز المخزن تدبير كل الملفات. ولن يستطيع أي ترقيع إخراج المغرب من نكبته المزمنة، رغم تغنجه للدول الغربية بما فيها الخليجية، فكل المعطيات الإحصائية تنذر بالخطر، والتقارير الدولية تؤكد كل عام انزلاق المغرب إلى ذيل القائمة. إن التحليل المنطقي لهذه الواقعة يربط الأسباب بالنتائج، ذلك أننا أمام نظام يحكم البلاد دون رؤية واضحة، ولا يحسن ترتيب الأولويات، متناقض مع نفسه وخارق للقوانين ، فمن الطبيعي جدا أن يحتقر الغرب المغرب، مادام أسلوبه في التعامل حربائي، وأقنعته متعددة، واستعاراته ملتوية، ومناقضاته مسؤولة عن جانب من الهوليودية، في التدشينات الخاوية المسماة التنمية البشرية، التي عجزت عن تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الاجتماعي، والاقتصادي، بل وحتى السياسي. إن النظر السديد للواقع السياسي المغربي، الذي أصبح يتسم بالتردي المضطرد المتسارع، والواقع الاقتصادي والاجتماعي، اللذان يتسمان باشتداد خناق الأزمة على الشعب المغربي. ناهيك عن الواقع التعليمي، الذي يتسم بالارتجال والدوران في حلقة مفرغة ،كلها ستظل استشكالات كبيرة، مادامت السياسة المغربية، تطبخ في أماكن مغلقة، وبعيدة عن أي نقاش حر، وحقيقي للشعب المغربي. إنه الأسلوب المخطئ الخاطئ، والفوضى العارمة، التي تدوس طاحونة البؤس، وتفكك المجتمع المغربي في عمقه و كينونته. فكما أومأنا قبل حين، فالسياسة المغربية في كلياتها، مبنية على اللاتوازن، وغياب الاعتراف بالخطأ، من لدن الحكومة التي تظل مجرد كراكيز على المسرح السياسي، حيث يتخذها المخزن لبوسا، في اصطناع صورة نمطية فضفاضة للسياسة المغربية، التي لا تعدو سوى مشروعا جزافيا، يستهدف بلورة الكذب على الشعب المغربي، ومناورته والتفافه على مصالحه، طبعا على ظهر الحكومة. لم يعد يليق الحديث عن أي انفراج سياسي في المغرب، مادام المغاربة لا يريدون سياسة الأقواس، والكهوف النيتشية. ومادامت الحكومة لا تملك من الصلاحيات إلا هامش الهامش. فإنه قبل أي تشخيص موضوعي لجميع المجالات. يجب لزاما أن يرفع المخزن يده عن الشعب المغربي، ثم يكون هناك تواصل جاد، يشارك فيه الجميع. بغض النظر عن إيديولوجية الانتماء، هذا التواصل تكون نتيجته، حوار وطني حر ومسؤول، يؤسس لجبهة وطنية لإنقاذ المغرب، و السير به إلى بر الأمان . 26/02/2014