بناية شيدت منذ ما يناهز السنتين، من دون شك أن شكلها و تصميمها يستهوي المارة و يسر الناظرين، لكن سرعان مايتبدد هذا الإحساس و تنقلب متعة النظر حسرة عندما تعلم أنه مركز لتصفية الدم مع وقف التنفيذ، فرغم توفره على جل التجهيزات الضرورية و تدشينه من طرف السلطات الإقليمية، إلا أن خدماته لم يكتب لها أن ترى النور لحد الساعة. وتزداد حرقة الحسرة لتمتزج بالمعاناة لدى مرضى القصور الكلوي بالإقليم متجرعين الويلات بسبب غياب خدمات المركز، فقد اضطر اغلبهم للرحيل و فراق الأهل و الأحباب و الإستقرار كرها بإحدى مدن الجوار، كما أرغم البعض على تكبد مشاق السفرالمستمر للتنقل مرتين أو أكثر أسبوعيا لمراكز التصفية بكلميم أو تزنيت إن سمحت طاقتها الإستيعابية، أما المصحات الخاصة للتصفية بأكادير فلا تستقبل إلا "سمين الجيب" منهم. و المصيبة الأكبر أنه يوجد من المرضى من أرغمه الفقر و العوز لحجز أرخص تذكرة على قطار مغادرة الحياة في انتظار وصول أريد له أن يكون قريبا. " لنا الله إننا نفارق الحياة في صمت…" عبارات مؤثرة يتصدع لها القلب و يذوب لها الصخر نبعت ذات يوم من قلب عجوز كانت تتقطع ألما،ولا تجد ما يسعفها غير دموع حارة تنهمر من عينين غائرتين وسط وجه تكالب عليه المرض و الفقر. هي إذن فصول معاناة لاتنتهي لعدد من المرضى اسودت الدنيا في عيونهم، يقضون أيامهم بين الأنين و السهاد، وينظرون للحياة من وراء نقاب الموت. سكان إقليمسيدي إفني ينتظرون و بشدة من يسدل ستار النسيان عن مركز تصفية الدم و عن قطاع صحي مهترئ..ربما يكون يوما الشرارة التي ستوقد نار الإحتجاجات من جديد…