خلفت الزيارة التي خصت بها، يوم الأحد الماضي، مجموعة من الأطر الطبية بتخصصات متنوعة :طب عام ،طب الأطفال، طب الأنف والحنجرة، طب الأسنان،الصيدلة، تلميذات وتلاميذ الثانوية الإعدادية الزبير بن العوام التابعة لنيابة أكادير إداوتنان، ولساكنة دوار إسك التابع ترابيا لجماعة إيموزار وإداريا لجماعة تقي القروية (حوالي 90 كيلومتر شمال أكادير المركز)،صدى طيبا في نفوس سكان المنطقة الذين استحسنوها ورحبوا بها، لما لها من وقع إيجابي على نفسية أبنائهم وأهاليهم. وقد باشرت الأطقم الطبية عمليات الفحص والكشوفات منذ وصولها إلى عين المكان حيث تقاطرت العشرات من الأمهات والأطفال من مختلف الأعمار للاستفادة من هذه المبادرة الطبية القيمة بموازاة مع الفحوصات التي يخضع لها تلامذة المؤسسة ،خارجيين ونزلاء الداخلية وداري الطالبة والطالب، المتأثرين ببرودة الطقس وبملازماتها، من زكام ونزلات برد حادة وأمراض بأعراض مختلفة تميز مرتفعات إداوتنان في هذه الفترة من السنة . وعلى هامش هذه القافلة الطبية ،عرفت المؤسسة العديد من الأنشطة ذات البعدين التربوي والاجتماعي ،حيث تم توزيع العديد من الألبسة الخريفية ومجموعة من الأدوات والوسائل التعليمية على تلامذة المؤسسة الذين تنتمي غالبيتهم لأسر فقيرة ومعوزة ،كما قام بعض الأطر في الفن التشكيلي والرياضة بتنشيط مجموعة من الفقرات همت إيقاعات موسيقية مشفوعة بحركات رياضية تناغمية، بالإضافة إلى ورشات في فن الخط العربي بلمسة الفنانين التشكيلين إبراهيم أدنور ومحمد فوزي اللذين أبدعا في إلباس المؤسسة ثوبا تشكيليا متميزا يصر الناظر والزائر. هذا وتعتبر هذه الالتفاتة التطوعية التضامنية، الثانية من نوعها التي تقدم عليها جمعية إصرار للثقافة والتضامن لفائدة ساكنة إسك وتلميذات وتلاميذ هذه المؤسسة التي أصبحت بوثقة إشعاع بالمنطقة بفضل إبداعات واجتهادات طاقمها الإداري وانخراط أطرها التربوية،بعد تلك التي قامت بها في بداية الموسم الدراسي لهذه السنة، إيمانا منها بأهمية الجانب الاجتماعي التآزري في الحد من ظاهرتي الهدر والتسريب المدرسيين وفي تشجيع الفتاة القروية على متابعة دراستها خاصة وأن انقطاع الفتاة القروية وعدم التحاقها بالسلك الإعدادي أصبحت ظاهرة تؤرق كل المتتبعين للشأن التعليمي بالجهة بشكل عام، وبمنطقة إداوتنان بشكل خاص، ولعل الأرقام والإحصائيات المتعلقة بهذا الجانب لخير دليل على استفحال الظاهرة وعلى خطورتها على المنظومة التربوية بشكل شمولي. وعن هذه الديناميكية الإيجابية التي تعرفها المؤسسة في الآونة الأخيرة ودور الأنشطة الموازية في تجويد الحياة المدرسية صرحت مريم زينون مديرة المؤسسة ل"بيان اليوم" بأن الطبيعة الجبلية للمنطقة وقساوة ظروفها الطبيعية وجفائها وبعد روافد المؤسسة وصعوبة مسالكها وضعف قصر يد جل أسر التلاميذ تحتم البحث الدائم عن شركاء فاعلين في العمل الخيري وفي المبادرات الاجتماعية الرامية إلى التخفيف من معاناة هؤلاء المستضعفين وتزويدهم بين الفينة والأخرى ببعض المساعدات والعمل على الرفع من معنوياتهم التي تتأثر بشكل أو بآخر بمحيطهم الاجتماعي وتكسير تلك النمطية والروتين الفصلي الذي يعيق في أحايين كثيرة الملكات الإبداعية لدى الطفل وتحد من حريته في تفجير طاقاته الفنية والخلقية وتحفزه على المزيد من البدل والعطاء ،ولهذا فإدارة المؤسسة وضعت العمل التشاركي والتركيز على مثل هذه الأنشطة المكسرة للدوامة القاتلة في صلب اهتماماتها وبوبت بها برنامج عملها السنوي، آخذة بعين الاعتبار أهمية ربط أواصر التعاون والتشارك مع كل الجهات التي من شأنها إعطاء أية إضافة للمؤسسة ولمتعلميها،وفي هذا الإطار سوف تعرف المؤسسة في منتصف الشهر الجاري زيارة قافلة مماثلة تتكون أساسا من أساتذة متطوعين سيشرفون على توزيع ألبسة وأحذية على تلميذات وتلاميذ المؤسسة المتضررة أجسادهم النحيفة من قراسة البرد ومن تقلبات الطقس السائد بمرتفعات إيموزار إداوتنان والجماعات المجاورة.