مدينة تارودانت شأنها شأن باقي المدن المغربية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها إلى غربها تعددت بها مظاهر الجريمة وتفشت بشكل لافت ،جرائم وحوادث النشل واعتداءات ... وتعاملت معها السلطات الامنية بمعرفتها الوظيفية وحسب كل حالة ،لكن لا يختلف اثنان أن هناك بعض التجاوزات والخروقات لبعض عناصر الشرطة وهو سلوك فردي وليس مؤسستي لأن جهاز الشرطة يتحرك عن طريق مقتضيات قانونية وتشريعات مغربية. وبساحة العلويين ذات الرمزية التاريخية وفي يوم الجمعة 17 فبراير 2012 هذا اليوم ذو الدلالات الدينية ، نظم منتدى الصحافة بتارودانت حلقة اعلامية لبى الدعوة لحضورها فعاليات وهيئات وتنظيمات حقوقية وسياسية ونقابية واعلامية و المجتمع المدني. والصحافي ابراهيم نايت علي هو أحد أعضاء هذا المنتدى وكان ناطقا باسمه ،حيث أشار في مداخلته الى وقائع وحالات ووضعيات تمس أمن وسلامة ساكنة تارودانت وزوارها ،وأعطى نماذج لسلوكيات فردية تستوجب التصحيح ، كما نوه بإنجازات تستحق التشجيع والتنويه ، وبهذا كان الأمر عاديا وطبيعيا لدى العامة ،وترك انطباعا لدى الحضور بان الرسالة الاعلامية بمدينة تارودانت بخير وألف خير . وكانت المفاجأة الكبرى لدى الرأي العام الاقليمي والجهوي و الوطني هو إقدام عناصر من سلك الامن بالمنطقة الامنية بتارودانت إلى رفع دعوى قضائية ضد الصحافي ابراهيم نايت علي وليس ضد منتدى الصحافة بتارودانت. وقال متتبع للنازلة يبدو أن من أفتوا برفع الدعوى القضائية قد أخطأوا في تفسير موقف منتدى الصحافة بتارودانت ،وتصرف الصحافي ابراهيم نايت علي حيال الأوضاع والتجاوزات التي تعرفها مدينة تارودانت ، مضيفا أنه كان اللازم قدر من ضبط النفس والحرص على عدم تعميق مد المواجهة الذي يمكن أن يحصل في حالة استمرار مسلسل معاناة زميلنا الصحافي مع قضية يعتقد أنه أسس لها بخلفية الانتقام ،لا لشيء إلا لأنه يؤمن بدور الاعلام في تكوين "الصورة الذهنية" حقيقية عن شيء واقعي يلمسه قطاع عريض من ساكنة تارودانت بشكل يومي. وللتذكير فالدستور الجديد ينص على "حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بأشكالها" الفصل 25 ،و " حرية الصحافة مضمونة ولا يمكن تقييدها بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية " الفصل 28 ّ،و " حريات الاجتماع والتجمهر والتظاهر السلمي" الفصل 29 ، بالإضافة الى ما جاء به قانون الصحافة والنشر " للمواطن الحق في الاعلام ، على وسائل الاعلام أن تنقل الأخبار بصدق وأمانة " الفصل الأول ، ويكفي أن تكون هذه مراجع للزميل الصحافي ابراهيم نايت علي ،ومن هنا استمد قوة خطابته وجرأة افصاحه على الخروقات والتجاوزات في ذلك اليوم المشهود . والرأي العام يترقب بكل شغف وحيرة تطورات القضية ، ما يسعنا إلا أن نصدع بالقول أن الصحافي ابراهيم نايت علي أدى الرسالة الاعلامية كركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية الحقيقية ،وليس مجرد أبواق تروج لتوجهات مخالفة للواقع و للمصلحة العامة . وفي الوقفة التي تمت بساحة العلويين وباسم منتدى الصحافة بتارودانت تأهب نايت علي للأخذ بدوره المنشود في توفير قاعدة المعرفة بمجريات الأحداث بمدينة تارودانت وتقديمها لساكنتها كمادة موضوعية تلبي رغبات شرائح المجتمع الروداني كافة وليس ذنبه إن كانوا عناصرها أساؤوا ممارسة المسؤولية الوظيفية و الاخلاقية . وأن تكون هناك نسبة قليلة منحرفة من الشرطة ،لا يعني أن ننسى توجيه التحية للشرفاء من الشرطة الذين يثق المواطنون بوجودهم ،ولكن للأسف قد يحصل أن لا نراهم كثيرا. ولكي يسمح لنا أبناء هذا البلد أن نذكر مرة أخرى بأن نمو حرية التعبير وقيام الصحافة الشريفة بدورها الحقيقي، يعني ازدهار الديمقراطية والتعددية وتطور المجتمع المدني. متتبع للشان الامني بتارودانت