توصلت مصالح المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بخريبكة، بمراسلة من المديرية العامة للأمن الوطني تقضي بإلحاق ضابط ممتاز، رئيس هيأة المرور بخريبكة، بثكنة التدخل السريع بالرباط، ووضع ضابط شرطة رئيس فرقة الصقور، رهن إشارة المنطقة الإقليمية للسمارة، بولاية العيون، في انتظار تقديمهما إلى المجلس التأديبي . هذا الإجراء الأولي مرتبط بما صار يعرف في خريبكة بقضية "الكوكايين والكرومجين"، إذ أن الشرطة القضائية بخريبكة تمكنت خلال الفترة الأخيرة من اجتثاث عدة بؤر لترويج الكوكايين والمخدرات الصلبة وسرقات السيارات الفارهة وغيرها من مدن المنطقة ، بعدما استطاعت مجموعة من العصابات بسط أيديها على طول الدائرة الرابطة بين خريبكة، الفقيه بن صالح ، قلعة السراغنة، ثم سطات والدار البيضاء، مما كشف عن تطورات مثيرة في ملف تفكيك هذه الشبكة . في المقابل، أفادت مصادر مطلعة بأن تنزيل المعطيات المحملة على شريحتي الهاتف المحمول المحصل عليه من طرف الشرطة القضائية بخريبكة والفرق الوطنية التي دخلت على الخط، أماط اللثام عن أسماء وصفت بالوازنة داخل العاصمة الفوسفاطية، وأشارت إلى أن إتمام البحث، والإفراج عن تلك الأسماء من شأنه خلق رجة ومفاجآت غير سارة داخل الأجهزة المنتمية إليها. البداية من خيانة زوجية. لم يكن يدور بخلده أن الشكاية التي سيتقدم بها إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بخريبكة، وسيتم إرسالها إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف والمصالح الأمنية بخريبكة والدرك الملكي ووزارة الداخلية، ستفتح ملفا خطيرا ومتشعب الجوانب، حيث جاء في مضمون الشكاية ، أن زوجة المشتكي والمرتبطة به بموجب عقد زواج ، كانت تبادر منذ زواجه منها، إلى ترك المنزل والخروج منه بصفة متوالية بدون أي أسباب، وتبين له بعد ذلك بأنها على علاقة غير شرعية مع شخص آخر . الأمر لم يقف عند هذا الحد بل تعداه، حين صارت سلامة الزوج مهددة من طرف أشخاص حاولوا الاعتداء عليه وتصفيته، بافتعال حادثة سير، أو بإشهار أسلحة بيضاء في وجهه ، وتهديده بالابتعاد عن الموضوع ، سيما بعدما علموا بأنه على اطلاع على بعض خبايا أفعال زوجته، التي تجاوزت الخيانة الزوجية إلى قضية الاتجار في المخدرات الصلبة، وكذا معرفته ببعض أسرار ما تجنيه من فوائد مالية مهمة، وامتلاكها لبعض العقارات كانت تبيض بها ما تتحصله ، مقابل توزيعها للمخدرات رفقة عشيقها . وهي لا تزال في حالة فرار ، رغم اعتقال مجموعة من الفتيات اللواتي تم محاصرتهن في حالة تلبس رفقة بعض الموقوفين . "لماذا لم تأخذ شكايتي مأخذ الجد؟"، سؤال يطرحه الزوج بإلحاح، ليضيف أنه كاد يصاب بالجنون، لاسيما وأن عناصر الجريمة كانت كلها متوفرة، سواء فيما يتعلق بالخيانة الزوجية، أو بتوزيع المخدرات الصلبة، وعوض إلقاء القبض على الأشخاص الذين اتهمهم ، وهم في حالة تلبس ، ظل يتعرض للاضطهاد والتخويف . استمر هذا الوضع إلى أن جاءت عملية القبض على أحد العناصر الرئيسيين في ترويج المخدرات الصلبة، بعد أن ظل موضوع مذكرة بحث وطنية على صعيد مدينة الفقيه بنصالح وبني ملال، بتهمة ترويج المخدرات الصلبة وارتكابه حادثة سير مع جنحة الفرار بخريبكة ضد رجل أمن بعد رفض الامتثال له على إثر ارتكابه مخالفة سير بالقرب من المحطة الطرقية، ثم قام بعدها بدهس الشرطي والفرار. حادثة، نقل على إثرها رجل الأمن إلى المستشفى الإقليمي حيث تلقى العلاجات الضرورية، وسلمت له بموجبها شهادة طبية تقدر مدة العجز في 35 يوما. وبعد تنقيط السيارة، تم تعرف على هوية صاحبها، إلى جانب ورود اسمه خلال مراحل البحث الذي خضع له أفراد عصابة المتاجرة في المخدرات الصلبة . وسيتمكن رجال الشرطة القضائية من القبض على أفراد الشبكة، بعد مطاردة وصفت بالهوليودية عبر شوارع المدينة، استعملت فيها غازات «لاكريموجين»، إلى جانب التهديد بالسيوف لثني رجال الشرطة القضائية عن ملاحقتهم، قبل أن يحول عمود كهربائي إسمنتي دون استمرار المطاردة، بعد ارتطام السيارة المسروقة به على إثر فقدان السائق السيطرة على سيارته. بعد ذلك بمدة، تم رصد السيارة الفارهة سوداء اللون بحي الفتح، حيث لجأ صاحبها إلى ركنها بأحد الأحياء الشعبية داخل زقاق ضيق لإبقائها بعيدة عن أعين المخبرين والأجهزة الأمنية، قبل أن يتم رصدها من طرف رجال الشرطة القضائية حيث عمدوا إلى وضعها تحت المراقبة بعد تعطيل إحدى عجلاتها لمنع المتهم من الفرار من عين المكان. لكن شخصا مجهولا اقترب من السيارة، وعمد إلى فتحها ليجد نفسه محاصرا من قبل رجال الأمن الذين كانوا يراقبون المكان عن قرب . وبعد إخضاعه لتفتيش وقائي، تم ضبط غرامين من المخدرات الصلبة، أبدى بعدها المتهم تعاونا مع المحققين، واعترف بمكان وجود صاحب السيارة. معلومة، انتقلت على ضوئها فرقة من الشرطة القضائية مدعمة بفرقة من الدراجين، إلى منزل المتهم بحي الزيتونة حيث لجأت إلى مداهمته بعد رفض المتهم التعاون مع الأجهزة الأمنية. تم إيقاف المبحوث عنه وزوجته، وحجز سيارة فارهة وعبوة غاز لاكرميوجين وميزان إلكتروني معد لبيع المخدرات الصلبة من خلال رميها بالصرف الصحي، في وقت تم حجز شريحتين لهاتف محمول، فشل المتهم في التخلص منها برميها بالصرف الصحي لأنها ظلت تطفو على السطح. ولم تقف الشرطة القضائية بخريبكة عند هذا الحد، بل قامت بإيقاف أفراد عصابة أخرى، بعد توصلها بإخبارية تفيد بوجود سيارة فارهة سرقت بالقوة من حي رياض بخريبكة، بعد تهديد صاحبها بالأسلحة البيضاء. ضبطت الشرطة السيارة رابضة بمنطقة خلاء بالقرب من الطريق المؤدية إلى الثكنة العسكرية (حيان)، وعثر بداخلها على حوالي ربع كيلو غرام من مادة الكوكايين وسط أكياس بلاستيكية، إلى جانب سيوف وأكثر من عشرة هواتف محمولة، إلى جانب ميزان إلكتروني دقيق معد لوزن المادة البيضاء بهدف تصريفها لزبائن مفترضين، قبل أن يكشف البحث عن هوية باقي أفراد الشبكة الفارين. وتفيد المصادر ذاتها أن مذكرة بحث وطنية قد صدرت من أجل البحث عن المطلوبين، بعد التأكد من هويتهم وسوابقهم العدلية في المتاجرة في المخدرات، وتم إغلاق ملف تفكيك الشبكة بعد القبض على خمس متهمات، أثبتت التحريات، إلى جانب اعترافاتهن المثبتة بالمحاضر الرسمية لرجال الشرطة القضائية، وجود ثلاثة منهن خلال عملية المطاردة، وأكدن أنهن لذن بالفرار مباشرة بعد وقوع حادث الارتطام بعد ركوبهن سيارة أجرة صغيرة.