تتجه الأوضاع داخل مدرسة المرينيين بحي تيليلا بأكادير نحو مزيد من التوثر، فقد أقدم مدير المؤسسة على سلوك اعتبرة أساتذة المؤسسة "استفزازيا وغير مسؤول" ينم على عقلية استبدادية تعيش خارج زمانها، وضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والتربوية والإدارية، من خلال إغلاقه باب المؤسسة على الأطر التربوية مانعا إياهم من دخول المدرسة وممارسة واجبهم المهني ورسالتهم النبيلة، تاركا التلاميذ وأساتذهم تحت لفح شمس حارقة منذ الواحدة بعد الزوال حتى الثانية زوالا، متحديا الجميع غير مكترث لتوسلات الأمهات والآباء. وتسائل الأساتذة، هل يظن هذا المدير أن الأساتذة يشتغلون في ضيعته ليغلقها كما شاء ووقت ما شاء؟ مضيفين بأن ما يؤكد أن ذلك تم بنية مبيتة، سلوكه اللامسؤول بإخراج التلاميذ صباحا من فصولهم الدراسية مع الساعة الثانية عشر والأساتذة والمتعلمون منهمكون في عملهم التعليمي التعلمي، حيث أقدم على فعلته تلك، وهو يصرخ ويهدد ويتوعد أستاذات وأساتذة المؤسسة باتخاذ أقسى العقوبات في حقهم. إن هاته السلوكات اللاإنسانية واللامسسؤولة واللاتربوية وإطلاق اللسان للتهديد والوعيد أصاب حرمة المؤسسة في مقتل، وخلف استياء عميقا وإحساسا بالمهانة لدى أطر المؤسسة، لأنه يمثل استخفافا بمكانتهم، وحطا من كرامتهم، وتبخيسا لأدوارهم، واجهازا على حقوقهم، وولد لديهم شعورا باليأس والإحباط. وهو ما دفعهم للإحتجاج والإعتصام ومطالبة المدير بالإعتذار، كما أنهم حرروا تظلمات وشكايات في سلوكات المدير، وطالبوا من خلال اتصالهم بموقع أكادير 24 النائب الإقليمي ومدير الأكاديمية بالتدخل العاجل وإيفاد لجنة للتحقيق في سلوكات المدير وإصراره على التعامل مع البنية التربوية المعدلة، والتي لقيت رفضا وشجبا واستنكارا من طرف أولياء أمور المتعلمين والأساتذة على حد سواء، لكونها لم تستند على شروط موضوعية، كما أنها غيبت الأبعاد التربوية والنفسية والإجتماعية التي ينطلق منها كل إجراء تربوي، إضافة إلى أنها لم تراع توفير ظروف ملائمة لتجويد الفعل التربوي والحفاظ على حق المتعلم في أنصاف أيام دراسية يستغلها لإنجاز واجباته المدرسية والإنخراط الفعلي والجاد والمثمر في تفعيل وأجرأة أدوار الحياة المدرسية في مختلف أشكالها وتجلياتها. ناهيك عن إرهاقه العقلي والجسدي والنفسي للمتعلمين بالذهاب إلى المؤسسة أربع مرات خلال اليوم، مع ما يصاحب ذلك من معاناة للأسر والآباء والأمهات. والأدهى من هذا تصرفات وسلوكات المدير والتي يزج من خلالها بالمؤسسة في جو مشحون وصدامي بين المدرسة والأسرة، وذلك من خلال اتصاله ببعض أولياء أمور التلاميذ وتعبئتهم ضد الأساتذة قصد رفض التوقيت المكيف الذي لا زال الأساتذة متمسكون به. فعوض أن ينكب السيد المدير على حلحلة هذا الإشكال في جو تواصلي تربوي يسوده الإحترام والمسؤولية، مغلبا مصلحة المتعلمين وملتزما ببنية تضمن الشروط المناسبة للممارسة التعليمية التعلمية، وأن يكون حريصا على تجنب الإكتظاظ داخل الفصول الدراسية، ومستحضرا ما ورد في الخطاب السامي لجلالة الملكل ل20 غشت من إشارات ودلالات، فإنه يلجأ للتصعيد وإذكاء التوثرات وخلق أجواء مشحونة بمؤسسته، رافضا للإنصات الإيجابي والحلول الواقعية ومستهزئا بالنقابات التعليمية، من خلال مخاطبة الأساتذة بكون دعم الشركاء الإجتماعيين ومساندة النقابات لهم لن ينفعهم في شيء. وأكد الأساتذة في اتصالهم بالموقع على استمرارهم في الإحتجاج والإعتصام، وبأنهم اتصلوا بتنظيماتهم النقابية التي ينتمون لها، والتي أعلنت دعمها لهم في نضالهم المشروع وشجبها للسلوكات الجبانة لمدير المؤسسة، وحضورها في الوقفة الإحتجاجية التي سيتم تنظيمها في المؤسسة يوم الأربعاء صباحا. وحمل مسؤول نقابي لدى اتصال الموقع به لأخذ رأيه بخصوص هذه النازلة، المسؤولية الكاملة للنيابة الإقليمية لتأخرها في معالجة المشكل، وترددها في مباشرة عدد من الإختلالات، ولانصرافها للحلول اللاتربوية ولجوئها لضم البنية وخلق الإكتظاظ كحل ترقيعي، عوض الإنصات لأطر المؤسسة واحترام البنية التربوية الحقيقية للمؤسسة وتوفير الشروط الضرورية والأساسية لممارسة واجبهم المهني كما نص عليها الخطاب الملكي السامي ل20غشت، كما أدان واستنكر المسؤول النقابي ذاته سلوكات المدير مطالبا بمحاسبته ومعاقبته على إغلاق المؤسسة في وجه الأساتذة والمتعلمين وإخراجهم من الفصل، ولتعبئته للآباء ضد الأساتذة ولجنوحه لسياسة الترهيب والوعيد والتهديد التي لا تشرف هيئة الإدارة التي ينتمي لها والتي تبقى بريئة من سلوكاته.