أسفرت حصيلة احتفالات “بوجلود” التي أقيمت مباشرة بعد عيد الأضحى، خلال هذه السنة عن سقوط قتيل و إصابة سيدة بجروح بليغة. هذه الحصيلة الدموية كان مسرح حوادثها على التوالي ساحة بنسركاو، على إثر شجار وخصام بين شابين متنكرين وسط جلود الأكباش والماعز، حين قدم أحد من الشابين رفقة زملائه من حي أغروض المجاور إلى مسرح الاحتفال ببنسركاو لمتابعة طقوس”بيلموان”، لكن وقع سوء تفاهم بينه وبين أحد المتفرجين، كان من نتائجه توجيه ضربة قوية قاتلة للأخير سقط على إثرها أرضا، فأخذت الدماء تسيل من جسده دون أن ينقده أحد حتى فارقت روحه الجسد. بالمقابل، هرب الحاضرون، قبل أن تحضر عناصر من الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن أكادير لعين المكان والتي فتحت تحقيقا في الواقعة، كما قامت بحملة تمشيطية واسعة في صفوف شباب المنطقة كان من نتائجها إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في وقت متأخر من الليل، رفقة ثلاثة من زملائه بسبب عدم التبليغ وتقديم المساعدة لشخص في خطر. الحدث الثاني وقع ليلة الجمعة الماضية بمنطقة القليعة، حين أقدم أحد المتشردين لحظة تنظيم احتفالات ما بات يعرف ب”كرنفال بوجلود القليعة”، على الهجوم على سيدة تأكد فيما بعد أنها تشغل مديرة تعاونية للبحارة، و ناشطة جمعوية. المتشرد أقدم على جرح وجهها وتشويهه بشكل فظيع بعدما قطعه بخنجر حاد، حيث جزئ أنفها إلى جزئين ثم لاذ بعدها بالفرار. هذا، و عقب وقوع هذا الحادث المأساوي، فتحت الشرطة القضائية التابعة لسرية الدرك الملكي للقليعة تحقيقا لكشف ملابسات الحادث، في حين تم إصدار مذكرة بحث وطنية لتوقيف الجاني الذي لا تعرف الوجهة التي قصدها لحد الساعة. وقائع أخرى مماثلة عرفتها عدد من المواقع بمدينة أكادير وضواحيها، سجلت اعتداءات وتحرشات و خصومات بين الشباب المتنكر في جلود الماعز و الأغنام، ما أفسد أجواء الفرح الخاصة بعيد الأضحى على مجموعة من الأسر السوسية، و أخرج عادة “بيلماون” المتجدرة في التاريخ عن أهدافها الفنية العريقة. يذكر، أن منطقة أكادير وسوس عموما، عرفت خلال السنوات الأخيرة مجموعة من الجرائم على هامش تنظيم كارنفالات “بوجلود”، سقطت على إثرها أرواح آدمية بريئة، لعل أبرزها تلك التي وقعت السنة المنصرمة بمنطقة الدشيرة الجهادية، وأخرى بتيكيوين. وعلى إثر هذه الأحداث الأليمة، أصدر والي أكادير السنة المنصرمة قراريا ولائيا يقضى بحضر تظاهرات بوجلود لما تفرزه من ظواهر إجرامية مؤثرة.