بعد إقالة الرئيس السابق لجماعة أورير، التأم المستشارون من جديد لانتخاب رئيس جديد لواحدة من أهم الجماعات التابعة لإقليم أكادير إداوتنان. أصدر التحالف الثلاثي الأحرار البام والاستقلال، بلاغا للرأي العام يُعلن فيه اتفاق الأطراف الموقعة على البيان، دعم مرشحة تابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار. لكن المنتخبين الشباب من الأحزاب الثلاثة، كان لهم رأي آخر لم يشأ شيوخ أحزابهم الانصات له، فكان التصويت بِنَفَس التجديد وروح الشباب الطامح للتغيير، وإسماع صوته في سوق الأعيان والشيوخ. فهل ابتعدت عن الصواب تلك الأحزاب الثلاثة، وابتعدت عن السياسة بلغة التجديد وقناعات الشباب؟ إن ما وقع في انتخاب رئيس جماعة أورير ومكتبها المسير، يحتاج لأكثر من وقفة ولنقاش عميق من أجل فهم ما جرى. فالموضوع لا يمكن اختزاله في المصطلحات التي تضمنها بيان الأحزاب الثلاثة من قبيل "ضرب مبادئ الانتماء الحزبي ولكل الأخلاق السياسية "، "البلقنة والتمرد الحزبي"، "الاستهتار بثقة الناخبين". هذا ما أعلن عنه شيوخ الهيئات التقريرية للأحزاب الثلاثة، لكن الحقيقة يعرفها شباب أورير بكل تفاصيلها. المنتخبون الشباب المنتمون للأحزاب الثلاثة، خبِروا أحزابهم من الداخل، وعاشوا عبث انتخابات 8 شتنبر، ولم يسمح لهم تفكيرهم الشبابي أن يُزايد عليهم شيوخ أحزابهم لا في الانضباط ولا في البلقنة ولا في الترحال السياسي. فالكاتب الإقليمي لحزب الأحرار الذي أراد التحكم في شباب أورير، هو نفسه صنيعة الترحال الحزبي، ونزل بمظلة الريع في حزب الحمامة التي أطلقت له جناحيها لتهميش مناضلي الحزب. هذا العبث الذي تُسَيَّر به بعض الأحزاب، جعل الهيئات التقريرية مبتعدة عن قواعدها، بل تتعامل مع تلك القواعد كآليات تتلاعب بها كيفما أرادت، وتُصدر لها الأوامر لتنفيذها، وإذا كان لها رأي مخالف فلتبتلعه بماء البحر. الكاتب الإقليمي الذي نزل لحزب الأحرار على أجنحة الحمامة، أراد أن يفرض رئيسة لا تتوفر على أي خبرة في التدبير، ولا تتمتع حتى بدعم المنتخبين الشباب وبالأحرى ساكنة أورير. وشباب أورير يعلم جيدا أن تثبيت رئيس ضعيف بلا خبرة، سياسة مقصودة لتمرير القرارات تحت الطاولة، ولحصر دور الرئيس في التوقيع وليس التدبير وإبداع مشاريع التنمية. إن تصويت يوم الأربعاء الماضي على المكتب المسير لجماعة أورير، يتجاوز الحسابات الحزبية، ويتمرد على البلقنة والعبث بمصالح المواطنين الذي يريد تكريسه شيوخ أحزابهم. إنه تصويت يعكس طموح شباب أورير ليكون لهم مكتب مُسَيِّر وليس مكتبا مُسَيَّرا، وبين الكسر والفتحة تسكن رغبة الشباب لكسر عبث شيوخ أحزابهم واستعلائهم على الطاقات الشابة. كما تسكن فتحة باب طرد هؤلاء الشيوخ الذين هددوهم بتجريدهم من عضوية أحزابهم. قال شباب أورير كلمته الحكيمة في انتخابات المكتب المسير للجماعة، فهل تصل حكمة الشباب لشيوخ وأعيان أحزاب شاخت في المناورات والعبث بمصالح الأرض والعباد. بقلم : سعيد الغماز