يحتفل المغرب بالذكرى السنوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتاريخ 18 ماي 2005، حيث يتمحور احتفال هذه السنة حول موضوع "الألف يوم الأولى من الحياة: أساس مستقبل أطفالنا". Your browser does not support the video tag. Your browser does not support the video tag. وفي كلمته بالمناسبة، أكد والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي، أن الألف يوم الأولى من حياة الطفل تعد فترة حاسمة للتنمية البشرية، وتمثل في رأي جميع الخبراء نافذة للتطور السريع والحاسم الذي له تأثير دائم على صحة ورفاهية الجيل الجديد في المستقبل. وأوضح الوالي أن اختيار محور احتفال هذه السنة يجد مبرراته انطلاقا من الوعي بأهمية الاستثمار في الرأسمال البشري للأم والطفل عبر رعاية صحية وتغذية جيدة لتحسين مؤشرات التنمية البشرية بتوجيه الاهتمام نحو الفرد في جميع مراحل الحياة، بدء بالألف يوم الأولى كفترة محورية تتيح للطفل تملك الآليات الضرورية لمواجهة التحديات وتمنحه فرصة النجاح في في مختلف مجالات الحياة المدرسية والعملية، وبالتالي المساهمة الفعالة في بناء مغرب الغد. وتوقف الوالي في كلمته عند مقتطف من نص الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية بتاريخ 19 شتنبر 2019 بالصخيرات، والتي قال فيها "إذا كانت بلادنا قد بذلت مجهودات جبارة في ميدان الاهتمام بالطفولة المبكرة، من خلال تقليص نسبة الوفيات لدى الحوامل والأطفال، وكذا نسبة تأخر النمو وتحسين التغذية، والاستفادة من التعليم الأولي والخدمات الصحية لهذه الفئة، فإن الواقع لا يزال يعرف عجزا ملموسا على هذا المستوى، بفعل ضعف التنسيق في إعداد السياسات العمومية، وغياب الالتقائية والانسجام في التدخلات، والذي تزيد الفوارق المجالية والاقتصادية والاجتماعية من حدته". وعلى ضوء ذلك، نبه الوالي أمزازي إلى أن "معدل الوفيات النفاسية لا يزال أعلى مرتين ونصف في المناطق القروية منه في المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى وفاة آلاف الأطفال كل عام (يموت أكثر من 15000 كل عام قبل سن الخامسة، منها %60 خلال أول 51 يوما من الحياة)"، مشددا على أن هذه الأرقام "تبرز الحاجة الملحة إلى العمل على تحسين فرص حصول النساء والأطفال على الرعاية الصحية اللازمة، وخاصة في المناطق القروية أو المعزولة". وأشار ذات المتحدث إلى أن نفس الفوارق تظهر في مجال آخر لا يقل أهمية عن صحة الأمهات والأطفال ألا وهو التغذية، مبرزا أن المغرب يواجه تحديا مزدوجا في هذا المجال، يتعلق بتأخر النمو الذي لا يزال يعاني منه أكثر من طفل من كل خمسة أطفال في المناطق القروية، وواحد من كل عشرة أطفال في المناطق الحضرية، إضافة إلى زيادة الوزن والسمنة، والتي تتم ملاحظتها بشكل رئيسي في المناطق الحضرية حيث تؤثر على %10.8 من الأطفال. وفي سياق متصل، أبرز والي سوس ماسة أن هذه التحديات دفعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال المرحلة الثالثة، إلى تكريس مجهودات مهمة للأيام الألف الأولى من الحياة، حيث تهدف جميع التدابير المتخذة إلى تحسين الحالة التغذوية، والحصول على الرعاية والرصد قبل وعند وبعد الولادة، للأمهات وأطفالهن. الإنجازات المحققة استعرض والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الإنجازات التي تحققت خلال المرحلة الثالثة من المبادرة. وعلى مستوى عمالة أكادير إداوتنان، تم إنجاز حوالي 414 مشروعا، رصد لها غلاف مالي إجمالي يقدر ب 616.371.298 درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 217.551.898 درهم بنسبة %35، موزعة حسب البرامج المتضمنة في هذه المرحلة. وبالنسبة للبرنامج الأول، فهو يهم تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، حيث مشروع واحد بتكلفة 3.000.000000درهم، بينما يهم البرنامج الثاني مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، ب 89 مشروعا بتكلفة 218.823.132 درهم. وبخصوص البرنامج الثالث، فهو يستهدف تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب ب 211 مشروعا بتكلفة 196.094.131 درهما، بينما يهم البرنامج الرابع الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة ب114 مشروعا بتكلفة 198.454.035 درهما تنمية الرأس مال البشري يكتسي أهمية قصوى أفاد الوالي أمزازي بأنه تم التركيز على تنمية الرأس المال البشري بشكل عام في برامج التنمية البشرية، إضافة إلى تنمية الطفولة المبكرة بشكل خاص من خلال توزيع أطقم خاصة بالأمهات والرضع الى جانب تجهيز بعض المراكز الصحية بالوسط القروي لتجويد الخدمات الصحية المقدمة في إطار محور صحة الأم والطفل، استفاد منها ما مجموعه 3621 أم و 2915 طفل. وعلى هامش الاحتفال بالذكرى 19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كشف أمزازي أنه سيتم إطلاق حملة تواصلية وطنية حول ال1000 يوم الأولى من الحياة، والمرتكزة على العلوم السلوكية، خاصة فيما يرتبط بالتنمية الذهنية والحسية لدى الطفل وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في الفترة من 18 ماي إلى 18 يونيو 2024. ويتمثل الهدف من هذه الحملة، وفقا لذات المتحدث، في تعزيز وزيادة الوعي بالأهمية الحيوية لهذه الأيام الألف الأولى، وبالتالي تعبئة جميع الشركاء المعنيين على المستويين الوطني والجهوي.