استثنى المنتخب المغربي في فعاليات الجولة الأولى لدور المجموعات بكأس الأمم الإفريقية قاعدة المنتخبات العربية، وكان هو المنتخب العربي الوحيد الذي رجح كفته نحو الفوز، حيث استهل مشواره بفوز مريح على نظيره التنزاني، عكس السيناريوهات العربية الأخرى. وكان لكاتب التاريخ عبوتين، عبوة تشربك جرعة من سم النوفيتشوك فتسقطك دون تحرير بالبطولة، و عبوة تهديك 90 دقيقة من المتعة و الخفقان و القشعريرة و الشغف، بأقدام أصيلة تعرف مبتغاها وسط عرس إفريقي عظيم، فهل يتجرع المنتخب الليلة من العبوة الأولى و تكون للفهود رأي آخر، أم يتجرع من العبوة الثانية فيسقط ضحيته في فخ الخسارة للمرة الثانية في الظهور رقم 19. أعلنت صافرة الحكم الكيني بيتر واويرو كاماكو انطلاق مباراة الجولة الثانية للمنتخب المغربي أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو الحكم الذي يمثل فأل خير للمغاربة، حيث قام بقيادة المباراة النهائية بين المنتخب المصري و المنتخب المغربي في نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية تحت 23 عاما، و التي توج بها هذا الأخير عبر هدف مهاجم تولوز الفرنسي يانيس البكراوي وهدف في الشوط الإضافي الأول من توقيع أسامة تيرغالين. وبالعودة لتاريخ مباريات المنتخبين في كأس أمم أفريقيا، فقد تواجه الطرفان خلال 5 مناسبات في البطولة القارية. وحسم "أسود الأطلس" مواجهة واحدة، وهي التي جمعت الطرفين سنة 1976، حيث فازت النخبة الوطنية بهدف دون مقابل، من توقيع عبد العلي الزهراوي، وهي النسخة التي شهدت تتويج المغرب باللقب الأول والوحيد لحدود اللحظة، في كأس أفريقيا. وحسم التعادل، 3 مواجهات بين الطرفين في "الكان"، وكانت الأولى خلال سنة 1972، حيث انتهى اللقاء ب1-1، بينما التقيا في "كان 1988″، لينتهي اللقاء بنفس النتيجة، قبل أن يعاد نفس السيناريو في مباراتهما خلال نسخة 1992. وتعود الهزيمة الوحيدة للمنتخب المغربي أمام نظيره الكونغولي في كأس أفريقيا بالغابون، سنة 2017، إذ انهزم بهدف دون مقابل. واعتمد الناخب الوطني وليد الركراكي على تشكيلة 4-1-4-1، التي حققت نجاحا مبهرا لمنتخب ألمانيا في كأس العالم 2014، والتي تعتبر لاعب الوسط الدفاعي من بين العناصر الأكثر أهمية، حيث توضع على مسؤوليته دعم زملائه المهاجمين في الضغط العالي. واختار المدير الفني لأسود الأطلس لاعب مانشستر يونايتد سفيان أمرابط للقيام بهذه المهمة، في حين اعتمد سان بيدرو مدرب منتخب الفهود تشكيلة 1-3-2-4، والتي اعتمد فيها على الرباعي الدفاعي مبيمبا، باكا في قلب الدفاع، وكالولو، ماسوكو كأظهرة، بقيادة كاكوتا، ويسا و بونجوندا في الخط الهجومي. افتتح الدولي المغربي أشرف حكيمي التسجيل بهدف مبكر في مرمى الفهود في الدقيقة السادسة بعد ركنية مرسلة من اللاعب حكيم زياش، استمر بعدها المنتخب المغربي في الإستحواذ حتى الدقيقة الأربعون، حيث احتسب الحكم الكيني ضربة جزاء للخصم الكونغولي، و لكن كان للقائم الأيمن كلمة أخرى حيث تصدى لتسديدة اللاعب سيدريك باكامبو. ضغط الخصم بعدها في المجريات الأخيرة من الشوط الأول لتعديل النتيجة، و لكن انتهى الشوط الأصلي للقسم الأول بتقدم أسود الأطلس بهدف دون مقابل. عرف الشوط الثاني الصعوبة المتوقعة التي كان ينتظرها العاشقين على خلفية الظروف المناخية الصعبة، الشيء الذي أثر على مستوى العديد من اللاعبين و أدى إلى تغييرات على مستوى التشكيلة الوطنية . استغل بعدها منتخب الكونغو الديمقراطية الوضعية و سجلوا هدف التعديل عن طريق اللاعب سيلاس كاتومبا مفومبا في الدقيقة 76. انتهت المباراة بموازنة الكفة بين المنتخبين بهدف لمثله ليضمن بذلك الفريقان نقطة وحيدة تضع منتخب الفهود في المركز الثاني بنقطتين، و تؤجل تأهل منتخب أسود الأطلس للدور 16 للمباراة القادمة أمام زامبيا برصيد أربع نقاط .