" كل ليلة ديربي هي أسوء كوابيسك" ، جملة استهلكتها جماهير ريال مدريد في كل المناسبات التي يتواجه فيها الملكي مع فريق أتلتيكو مدريد. ديربي العاصمة الذي عرف حقبتين : حقبة الإستحواذ الملكي، وحقبة تعيين المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في ديسمبر 2011 . فمنذ تلك اللحظة التي وطأت قدما الأرجنتيني على الميتروبوليتانو، تذوق جماهير الفريقين مواجهات من طراز آخر أصبح فيها الأتلتيكو ندا قويا يمارس أساليبه الدفاعية القوية في تشكيلته الأساسية، وهو الشيء الذي توج على إثره الروخي كولتشونيروس بالدوري الإسباني مرتين، ومثلهما في الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي ولقب وحيد في كأس ملك إسبانيا، ومثله في السوبر الإسباني. اتجهت أنظار جماهير كرة القدم الليلة نحو قمة هي الرابعة في تاريخها، قمة ديربي العاصمة الإسبانية داخل إطار منافسات كأس السوبر الإسباني في نصفه النهائي على ملعب "بارك الأول" الذي يتسع ل 25,000 متفرج، وهو ملعب خاص بنادي النصر بالمملكة العربية السعودية، بين الروخي بلانكوس ريال مدريد، وصيف البطولة ب 12 لقبا بعد العملاق الكتالوني برشلونة و اللوس إنديوس أتلتيكو مدريد، الذي فاز باللقب في مناسبتين. حصنت جماهير الأتليتي مشاعرها بتاريخ المواجهات مع الغريم التقليدي داخل المسابقة، التي أسفرت عن ثلاث مواجهات كتبت بالخط العريض سقوط راية القلعة البيضاء في مواجهة وحيدة وختام المواجهتين المتبقيتين بالتعادل خلال 90 دقيقة. في حين تفاخرت جماهير القلعة البيضاء بالمواجهات العامة التي جمعت الفريقين في جميع البطولات، حيث التقيا في 215 مباراة، انتصر فيها الملكي في 105 مباراة مقابل 55 انتصار وحضر التعادل في 52 مباراة. ترأس الحكم خافيير ألبيرولاروخاس مهمة تسيير أحداث ديربي الليلة. وهو الحكم الذي تعرض لهجوم كبير شنته قناة ريال مدريد على موقعها الرسمي قبل المباراة. وهو الشيء الذي تحدث عنه المدرب سيميوني بسخرية في المؤتمر القبلي للمقابلة. حيث اعتبر ما جاء عليه من الردود يحمل الكثير من الدراما و المبالغة قبل مباراة تحمل على عاتقها إعلان الفائز بتحديد الطرف المهيمن. وتعتبر هذه المواجهة بين الطرفين بمثابة منصة لرد اعتبار جماهير الملكي بعد الخسارة المذلة بثلاثة أهداف لهدف في الدوري الإسباني في مستهل هذا الموسم على ملعب واندا ميتروبوليتانو. في حين يعتبرها رفاق الفرنسي أنطوان غريزمان فرصة للوصول إلى نهائي اللقب، الذي سيحميهم من الخروج بموسم صفري بعد الابتعاد عن صدارة الدوري الإسباني بعشر نقاط. اعتمد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على تشكيلة 2-1-3-4 ، حيث شهدت التشكيلة تغييرات في خط الدفاع بعودة ميندي أساسيا وتواجد بيلينغهام ورفاقه الإعتياديين. في حين اعتمد مدرب الجهة المقابلة دييغو سيميوني على تشكيلة 2-5-3 في إشارة إلى الاستراتيجية التقليدية في المنطقة الدفاعية، بالإضافة إلى قيادة الثنائي ألفارو موراتا و أنطوان جريزمان لخط هجوم الأتليتي، في حين تواجد يان أوبلاك في حراسة المرمى. دخل فريق أتلتيكو مدريد عازما على اختراق شباك حارس ريال مدريد كيبا حيث افتتح التسجيل في الدقيقة السادسة عن طريق المدافع هيرموسو الذي سدد برأسه من ركلة ركنية لزميله أنطوان غريزمان. عادل بعدها الملكي في الدقيقة 20 بنفس الطريقة برأسية المدافع الألماني روديغير ، ليعلن بعدها ب9 دقائق عن ريمونتادا وسط جماهير عربية مجنونة في قمة مجنونة عن طريق المدافع ميندي . لم يقف الشوط الأول عند ذلك ، حيث سجل الدولي الفرنسي أنطو ان جريزمان هدف موازنة الكفة في الدقيقة 37 ليعلن كتاب التاريخ عن إغلاق صفحة الهداف لويس أراغونيس و فتح صفحة تصدر المتألق غريزمان لهدافي الفريق الأحمر على مر تاريخ النادي ب 174 هدفا قابل للزيادة . توالت في القسم الثاني الفرص الضائعة من الطرفين، حتى الوقت الذي أيقن فيه الجميع أن المباراة ستظل على حالها. استذكرت القمة المجنونة حديث المدرب دييغو سيميوني الذي قال أن أحداث المباراة هي عبارة عن صيد إما تقتنص الفرصة أو يتم افتراسك. فافترس الإثنين مرمى بعضيهما في فرصة أخرى للتأهل وسط ال 90 دقيقة بعد تسجيل روديغير لهدف عكسي في مرماه و تعديل كارفاخال في الدقيقة 85 . و لكن كان لصافرة الحكم رأي آخر . شهد الشوط الإضافي الأول مجموعة من التغييرات على مستوى الفريقين و لكن لم تسفر هذه التغييرات عن إعطاء ثمارها حتى الشوط الإضافي الثاني حيث أنهى الفريق الملكي عرضه المثير بخماسية عظيمة بهدفين أخيرين من توقيع سافيش بهدف عكسي و الدولي المغربي ابراهيم دياز في الدقيقة 2+120. أعلن بعدهما الحكم ألبيرولاروخاس تأهل ريال مدريد إلى نهائي السوبر الإسباني مع انتظار الفائز من القمة بين برشلونة و أوساسونا مساء الغد .