من المغالطات الكبرى في تاريخ ترويسا ان ترتبط بدايتها باسم فني بدأ مساره الفني في اوائل قرن العشرين، وللاسف هذا الزعم يكاد ان يكون مسلمة تسللت الى التاريخ الفني الامازيغي اذ تحاول جهات معينة ولاسباب غير مبررة ان تجعل من الفنان السوسي الحاح بلعيد فاتحا لباب ترويسا . والحاج بلعيد " يرجح أن يكون ميلاده ما هوبين 1870 و1875 ولم تعرف سنة ميلاده بالضبط. وينحدر من أسرة فقيرة استقرت منذ تاريخ غير معروف في أنو ن عدو بجماعة ويجان شرقي إقليمتيزنيت"(1). الفنان الحاج بلعيد تشير مصادر الى انه لم يبدأ عملية تسجيل انتاجاته الفنية الا في نهايات ثلاثينيات القرن الماضي اي في السنوات الاخيرة من حياته . وتحتفظ الخزانة الفنية الامازيغية بروائع لهذا الفنان لاتزال تردد على السنة عشاق ترويسا . وبكل تاكيد فحياته الفنية امتدت على الاقل لقرابة اربعة عقود مما يرجح ان نسبة مهمة من انتاجاته لم تجد السبيل الى الجمهور لاسباب مرتبطة بظروف عاشها الحاج بلعيد غابت عنا خقائقها لنذرة المعلومة التاريخية عنه رغم شهرته في مجال ترويسا ،اذ نعته الراحل الحاج محمد الدمسيري ب (الشاف ن امريك ). ولانني هاهنا لست بصدد تسليط الضوء على هذه الشخصية الفنية وانما قصدي اثارة اشكال يتعلق بمسالة التاريخ الفني في مجال الادب الامازيغي الشفاهي . فالفول بكونه اول من فتخ باب ترويسا مغلوط لانه لايمكن تلخيص مسار الامة الامازيغية فنيا في قرن من الزمان ،وبعبارة ادق فن ترويسا عريق عراقة الانسان الامازيغي الممتد زمانا للاف السنين . صحيح ان الحاج بلعيد يعد رمزا كبيرا في مجال ترويسا وعلامة بارزة في تاريخ الادب الامازيغي ويعد حلقة من سلسلة حلفات شكلت وانتجت لنا هذا الارث الفني والثقافي الزاخر ،ولم ولن يكن ابدا البداية ولا النهايه في هذا المجال . فتاريخ ترويسا ممتد زمانا في رقعة جغرافية معلومة ،شمال افريقيا. والزعم المغلوط ربما من ورائه شهرة الحاج بلعيد الذي حظي بمكانة خاصة عند نخبة في مرحلة معينة من تاريخ المغرب الشيء الذي لم يكن متاحا لاسماء اخرى من اقرانه ، اضافة الى عامل النوثيق الصوتي (التسجيل ) الذي غاب في القرون السابقة .