زف الملك محمد السادس إلى عموم الشعب المغربي، يوم الأربعاء 4 أكتوبر 2023، خبر قرار "فيفا" تنظيم مونديال 2030 لكرة القدم في المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال. هذا، وتتعدد المكاسب التي سيجنيها المغرب من تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، رفقة إسبانيا والبرتغال، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وفي مجالات أخرى متعددة. خلق فرص الشغل يرى الخبير الاقتصادي، محمد جدري، أن تنظيم المغرب تظاهرة كأس العالم، لا يمكنه إلا أن يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، حيث سيساهم في خلق الثروة ومجموعة من مناصب الشغل التي سيظفر بها الشباب. هذا، ومن المرتقب أن يوفر كأس العالم 2030 فرص شغل في مختلف المجالات، خصوصا في الفنادق والمحلات التجارية والبنوك، وكل ما له علاقة بالسياحة، ما يعني أن المملكة المغربية ستعيش فترة ازدهار ستنعكس على كل المجالات مستقبلا. إقامة بنيات تحتية متطورة أفاد جدري بأن احتضان المغرب كأس العالم 2030 سيكون له وقع على المملكة حتى قبل أن يتم تنظيمه، حيث سيتم تسريع وتيرة تجهيز مجموعة من البنيات التحتية، بما فيها الطرق والنقل بين المدن وداخلها، والفنادق والمطاعم والمقاهي، إلى جانب مشروع القطار فائق السرعة الذي من المرتقب أن يصل إلى مدينة أكادير. وسيستفيد المغرب بعد انتهاء هذا الموعد الرياضي الكبير، حسب ذات المتحدث، من بنيات تحتية أقوى ستمنح ولوجا سلسا للمواطنين إلى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والرياضية. تجديد الملاعب وتأهيلها ستحظى الملاعب المغربية بعمليات تأهيل واسعة، ما سيجعلها قبلة للعديد من النوادي والمنتخبات العالمية مستقبلا لخوض المباريات على أراضيها. هذا، وقد بدأ المغرب عملية تهيئة عدد من الملاعب قبل عدة أشهر، بعدما تم الاستقرار على تجهيز 6 ملاعب موزعة على 6 مدن، منها 5 جرى بناؤها مسبقا وستخضع لجملة من التجديدات، ويتعلق الأمر بملعب ابن بطوطة في طنجة، وهو الأكبر حاليا في المغرب، ومركب مولاي عبد الله بالرباط وملعب أدرار بأكادير والمركب الرياضي لفاس وملعب مراكش الكبير، إلى جانب بناء ملعب جديد بمدينة الدارالبيضاء. وستكون الملاعب المذكورة مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية الخاصة باحتضان البطولات العاليمة، وذلك عن طريق إغلاقها بالتزامن مع عمليات التجديد التي ستخضع لها، ناهيك عن البنيات التحتية التي ستحيط بها وبالطرقات المؤدية لها. ارتفاع مداخيل السياحة والاقتصاد سيعود تنظيم تظاهرة بحجم كأس العالم بالنفع الكبير على المغرب الذي سيتحول إلى قبلة لمختلف الجماهير العالمية والعربية والإفريقية، التي ستحج للمملكة من أجل مشاهدة مختلف المباريات التي ستحتضنها المدن المغربية المختارة. هذا، وقد دأب المشجعون، كما هو الحال في النسخ السابقة من المونديال، على زيارة مختلف المدن في البلدان التي تحتضن كأس العالم، وهو ما يعني أن مداخيل السياحية المغربية سترتفع خلال هذا الحدث الكروي الهام، وبعده أيضا، بفعل الإشعاع الذي ستحظى به المملكة. وحسب ما أوردته شركة "سوجي كابيتال جيستيون"، في دراسة لها، فإن تنظيم كأس العالم 2030 سيكون له تأثير إيجابي على قطاع السياحة بالمغرب على المدى القصير والمتوسط والبعيد، من خلال التدفق الكبير للسياح، فضلا عن تحسن عرض الفنادق المغربية وتجويد الخدمات المقدمة بها. وتوقعت ذات الشركة أن تشمل هذه الانتعاشة قطاعات أخرى، مثل البنوك وقطاع الاتصالات والبناء، ما يعني أن مغرب 2030، سيكون مختلفا عما قبل، نتيجة ما سيجنيه من تنظيم المونديال، وما سيتركه من بنيات تحتية ذات مستوى عال ستعود بالنفع على الأجيال القادمة. تزايد النفوذ المغربي على المستوى الجيوسياسي يرى الدكتور محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 بشراكة مع البرتغال وإسبانيا، سيكون مناسبة لإعادة تأكيد الالتزامات السياسية للملك محمد السادس، قصد تحقيق مختلف الأهداف التنموية والطموحات الوطنية. وأوضح بودن أن العوائد التي سيتم تحقيقها عبر تنظيم كأس العالم 2030، ستتجاوز البعد الرياضي والجماهير الغفيرة في الملاعب، إلى تعظيم هيبة البلد وجلب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع قاعدة الشركاء وزيادة إشعاع المغرب والتعريف بمقوماته الحضارية والثقافية والمجتمعية، فضلا عن زيادة النفوذ المغربي على المستوى الجيوسياسي. وأبرز المتحدث أن تنظيم المغرب لكأس العالم سينعكس كذلك على نمو العلاقات المغربية مع إسبانيا بما يعزز الحوار حول مختلف الملفات والروابط، من بينها الربط القاري وغيرها، فضلا عن تعزيز العلاقات مع البرتغال. وخلص ذات الخبير إلى أن المغرب مطالب باستخدام تأثير حدث كأس العالم 2030 للمضي قدما في مختلف المشاريع والاستثمارات التي ستعود بالنفع على الشعب المغربي وعلى الأجيال القادمة. يشار إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أعلن، الأربعاء الماضي، عن إقامة نهائيات كأس العالم عام 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، بينما ستقام أول ثلاث مباريات في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي للاحتفال بمئوية المسابقة، التي رأت النور عام 1930 بأوروغواي.