كشفت وسائل إعلام عبرية أن إن ما بين 25 و30 صاروخا أطلق على إسرائيل من جنوبلبنان، اليوم الخميس 6 أبريل الجاري. وقال الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان، وذلك بعد اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الماضيين. وفي بيان أولي له حول هذه الأوضاع، أكد الجيش أن القبة الحديدية اعترضت 15 من الصواريخ التي أطلقت باتجاه منطقة الجليل، فيما سقطت 5 قذائف داخل إسرائيل. ومن جهتها، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أحد الصواريخ سقط في شارع رئيسي وسط بلدة شلومي بمنطقة الجليل، وتسبب بأضرار، مضيفة أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد حرائق اندلعت إثر سقوط الصواريخ. وأضافت الإذاعة أن معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان هي من طرازي "كاتيوشا" و"غراد"، مؤكدة أن 3 أشخاص أصيبوا جراء القصف الصاروخي. وذكر ذات المصدر نقلا عن مسؤول إسرائيلي قوله أن الجيش "لا يزال يقيم الوضع بعد الضربات الصاروخية من لبنان"، مشددا على أن إسرائيل "تواجه صواريخ من الجنوب والشمال، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للرد والدفاع". ووفقا لما أوردته وكالة رويترز، فإن أي جهة لم تعلن إلى حدود الساعة مسؤوليتها عن القصف الصاروخي، غير أنها نقلت عن 3 مصادر أمنية قولها أن فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل. ولفتت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال تواصل إخلاء شواطئ المدن التي تعرضت للقصف وشوارعها وسط حالة من الفوضى والبلبلة بعدما دوت صفارات الإنذار في المنطقة، فيما لم يتم تسجيل أي قصف إسرائيلي مضاد على الأراضي اللبنانية. وفي خضم هذه الأحداث، يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع أمني عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان. اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين يأتي هذا القصف الصاروخي الذي تعرضت له إسرائيل بعد اقتحام قواتها المصلى القبلي في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدائها على المصلين والمرابطين داخله. وحسب ما ورد عن هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، فإن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى، في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عشرات من المعتكفين في المسجد أصيبوا. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء الشرطة الإسرائيلية بالضرب على المعتكفين وبينهم نساء في باحات المسجد الأقصى، وتكبيل أرجل المعتقلين. هذا، وتسود حالة من التوتر الشديد في القدس ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية بعدما دعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ أمس الأربعاء ويستمر لمدة أسبوع. جامعة الدول العربية تدخل على الخط أدانت جامعة الدول العربية بشدة اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى بالقدس، وقالت إن "الاعتداءات والجرائم" الإسرائيلية تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم. وشددت الجامعة في بيان لها على أن مجلس الجامعة عبر في اجتماع طارئ عن "الإدانة الشديدة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين المسلمين العزل في المسجد الأقصى". وأضافت الجامعة أن "الاعتداءات" التي وقعت يوم الأربعاء "تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم". تنديد عربي واسع خلف اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم ردود فعل غاضبة على المستوى العالمي، خاصة في المنطقة العربية. وكانت المملكة العربية السعودية من بين الدول المنددة ب"الاقتحام السافر" لباحات المسجد الأقصى، حيث عبرت عن "رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية". ومن جهتها، دعت الإمارات إلى حماية كاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة، بينما طالبت الأردن بإخراج القوات الإسرائيلية فورا من الحرم القدسي، فيما اعتبرت مصر أن "مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية علي مستوى العالم". وبدوره، شدد المغرب على "ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة"، كما أكد على "رفض مثل هذه الممارسات التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا وتقوض جهود تحقيق التهدئة وإعادة بناء الثقة".