أكادير 24 تسببت تصرفات المسؤولين الجزائريين في غياب معظم القادة العرب، وتأكد للشعوب العربية فشل قمة الجزائر حتى قبل انعقادها. اعتذار القادة العرب عن حضور القمة العربية يعكس المستوى المتدني للنظام الجزائري الذي انحدر بدولة الجزائر إلى مستوى غير مسبوق من الردائة وقلة اللياقة الديبلوماسية. كان المتتبعون للشأن العربي يتطلعون لقمة عربية تحلحل جهد المستطاع الصراعات التي عمَّت الوطن العربي…قمة تجسد حقيقةً شعار "لم الشمل العربي"، لكن النظام الجزائري عوض أن يهتم بالهموم العربية، وما أكثرها، كان كل همه هو تصفية حسابات ضيقة مع المملكة المغربية، في الوقت الذي كان العاهل المغربي من الأوائل الذين أعلنوا نيتهم حضور قمة الجزائر كتعبير عن حسن النية في دعم التعاون العربي المشترك. لكن جنيرالات الجزائر لم يدخروا أي جهد في احتقار الوفد المغربي، ومنع وسائل الإعلام المغربية في تغطية الحدث العربي، إضافة إلى الفعل المشين بتزوير خريطة العالم العربي المعتمدة من قبل جامعة الدول العربية وذلك ببتر جزء من الوطن العربي وجعله مجهول الهوية. وإذا كانت جامعة الدول العربية أصدرت بيانا في الموضوع وأدانت الحدث المشين، فإنه حدث يبقى يعكس القاع الذي يعيش فيه تظام عسكري يريد عقد قمة فقط لأخذ بعض الصور ولخلق مادة إعلامية يروج بها قنواته الإعلامية. كان العاهل المغربي أول من أعلن نيته حضور قمة الجزائر وهو موقف يعكس جهود المغرب من أجل مساعدة الجزائر في إنجاح القمة العربية، وحلحلة الصراعات العربية بما فيها الخلاف الجزائري المغربي. لكن النظام الجزائري أبان عن كونه يعيش في قاع الردائة، وبعيد كل البعد عن سمو القمة التي يطمح لها العاهل المغربي. رغم ذلك ظل الوفد المغربي يمارس مهامه في الإعداد لقمة الزعماء العرب، باذلا كل ما في وسعه لتجاوز الانحدار الذي وصلت له الديبلوماسية الجزائرية. لكن المسؤولين في الجزائر أبانوا عن مستوى ديبلوماسي لم تشهده القمم العربية الماضية، وهو ما جعل اتحاد الصحفيين العرب يدين تعامل السلطات الجزائرية مع الوفد الإعلامي المغربي في سابقة لم تشهدها القمم السابقة. إنه لأمر غريب أن تدين مؤسسة عربية دولة تترأس القمة العربية. هذا الانحدار الذي وصل إليه النظام الجزائري، جعل العاهل المغربي يعلن عدم حضوره أشغال القمة. غياب معظم الزعماء العرب، سيجعل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يترأس جلسة تحضرها الدول العربية بتمثيلية منخفضة، وهو مؤشر واضح على عزلة النظام الجزائري في محيطه العربي. عزلة جائت نتيجة نظام عسكري جعل من الجزائر لا تحظى بشرف حضور القادة العرب. سيبقى للنظام الجزائري صور القمة يملأ بها محطاته الإعلامية، وسيبقى التاريخ يتذكر أنها قمة جزائرية لم تهتم لا بالمشاكل العربية ولا بلم الشمل العربي. سعيد الغماز