قضت محكمة الاستئناف بخريبكة، يوم أمس الثلاثاء 12 شتنبر 2022 بتأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق المدونة فاطمة كريم، و التي وجهت لها تهمة الإساءة للدين الإسلامي بواسطة وسائل إلكترونية. يأتي هذا بعدما سبق و أن أدانت المحكمة الابتدائية بمدينة واد زم المتهمة، البالغة 39 عاما، بنفس الحكم بعامين حبسا نافذا. وكانت المدونة قد اعتقلت يوم 15 يوليوز الماضي، بعد نشرها تدوينات حول آيات قرآنية، على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، اعتبرت مسيئة للدين الإسلامي. وكان منتدى الحداثة والديمقراطية قد أصدر بياناً بعد صدور الحكم الابتدائي أعرب من خلاله عن تضامنه الكامل مع فاطمة كريم، واعتبر أن "الحكم عليها بسنتين حبسا نافذا يعبر عن الاستمرارية في المقاربة الزجرية والجنائية في القضايا المتعلقة بالحق في الرأي والتعبير والتدين". كما طالب المنتدى، بتغيير الفصل 267 من القانون الجنائي، معتبرا أن "فيه ما يتناقض مع المنظومة الحقوقية الدولية ومبادئ الدستور المغربي، إضافة إلى يتصف به هذا النص من غرابة وضبابية تلزماننا وضع علامة استفهام بجانبه". وافترض المنتدى في بيانه التضامني، أن "التعامل مع قضايا الرأي والتعبير في مجتمع متحضر ودولة تتبنى قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يمكن أن يتم عبر حرمان الأفراد من حريتهم الأساسية وزجهم في السجن". المنتدى الحقوقي استنكر ما اعتبر أنه "تراخي السلطات في تطوير منهج ناضج بما فيه الكفاية في التوفيق بين الحق في الرأي والتعبير وبين احترام المشاعر الدينية للمواطنين".