150 يوما كانت كافية لتتسع رقعة الغضب على عبد الله غازي رئيس جماعة تزنيت. فبعد تصدع أصوات أغلبيته في آخر دورة للمجلس، وظهور بوادر خلاف خفي بينه وبين مكونات تحالفه جراء استفراده بمجموعة من القرارات، اتسعت رقعة الغضب على غازي لتشمل أيضا تجار تزنيت بعد أن صوت المجلس في آخر دورة جماعية بإخلاء ساحة المشور من السيارات ومنع توقفها بهذه الساحة. هذا، واعتبر بيان لجمعية تجار تزنيت توصل موقع أكادير 24 بنسخة منه، (اعتبر) ذلك القرار " خطوة غير مسبوقة وغير محسوبة العواقب ، ولم تستحضر مصلحة التجار ومكانة ساحة المشور التاريخية والتجارية"، بحكم ان هذا القرار يضيف البيان " لم ينبني على رؤية واضحة ولا يستند إلى تخطيط شمولي، ولم تعتمد فيه المقاربة التشاركية التي ما فتئ المجلس الجماعي يتخذها شعارا، فضلا عن عدم قدرته على الادلاء بمقترحات حلول لتدبير الساحة ". التجار اتهموا عبد الله غازي في بيانهم بعدم إعماله للمقاربة التشاركية في موضوع يكتسي أهمية وحساسية كبيرة، ويهم فئة عريضة من تجار ساحة المشور والأسواق المنبثقة عنها : سوق الباشا – سوق أقشوش – سوق سي بلعيد – سوق الدلالة – قسارية ايت مزال – قسارية اللوبان- قسارية عزيز – تجار زنقة البنان – تجار زنقة المحكمة – تجار ادزكري – تجار زنقة الحدادة وغيرها من الاسواق المجاورة. كحق من حقوق هذه الفئة في الادلاء بمقترحاتها وتصورها والتعبير عن رأيها والمساهمة في وضع وبناء تصور أفضل لتدبير شؤون ساحة المشور التي توجد بها محلاتهم التجارية ومصدر عيشهم. في هذا السياق، دعا التجار، المجلس الجماعي الى العدول والتراجع عن هذا القرار المجحف والجائر ، في حق الساحة وفي حق التجار العاملين بها، وفي حق ساكنة تزنيت ومرتادي الساحة. وقد اقترح تجار تزنيت على المجلس الجماعي وجميع الشركاء، تنظيم يوم دراسي حول ساحة المشور على نهج المجالس السابقة التي لم تستطع أن تتخذ أي قرار بشأن الساحة، الأمر الذي لا يعني عدم قدرتها على ذلك ، لكن لأهمية تلك الساحة وحمولتها التاريخية والاقتصادية، فإن الامر يستلزم التريث وأخد المشورة مع جميع المعنيين والمتدخلين وعلى رأسهم التجار. هذا، وأعربت جمعية تجار تزنيت في ذات البيان، عن استعدادها بمعية كافة التجار وممثليهم والنسيج الجمعوي المهتم بالقضية، الجلوس إلى طاولة الحوار للتدارس وتقديم المقترحات، مما يتيح لنا الفرصة لبسط تصورنا الشامل لتدبير الساحة والنابع من التجربة والممارسة والخبرة المتراكمة. وفي ذات السياق وجهت جمعية تجار تزنيت عبر البيان نفسه، نداء الى كافة المتضررين من قرار المجلس الجماعي من أجل التعبئة الشاملة ورص الصفوف وتنسيق الجهود والانخراط الايجابي في الخطوات الترافعية والنضالية المزمع تنظيمها صونا للمكتسبات وحماية لحقوق وكرامة التجار ومرتادي ساحة المشور التاريخية ومركز ثقل المدينة على حد تعبير البيان الأول الذي أصدره تجار تزنيت في ولاية عبد الله غازي. جدير بالذكر، أن بعض التجار وهم أعضاء في جماعة تزنيت أو في الغرف المهنية والمحسوبين على التجمع الوطني عرف موقفهم تحولا من موقف رفض اخلاء ساحة المشور في المجالس السابقة الى موقف الدعم والمساندة لعبد الله غازي، الشيء الذي أثار غضب العديد من تجار ساحة المشور والأسواق المحاذية له، إذ يرى بعض من استقت أكادير 24 آرائهم الموقف الجديد للتجار التجمعيين بمثابة خذلان ممن منحوهم الأصوات في الانتخابات الماضية، وتخلي عن تجار يعانون في صمت وفي ظرفية اقتصادية عصيبة ، حيث اعتبروا قرار عبد الله غازي وحليفيه في حزب الاستقلال والتقدم الاشتراكية إخلاء ساحة المشور من السيارات بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على القلب النابض لاقتصاد تزنيت، المدينة المهددة أصلا بسكتة قلبية خاصة والكل يترقب مآل تزنيت بعد فتح الطريق السريع تزنيتالداخلة، ملف آخر يؤرق تجار تزنيت ومهنيي القطاع السياحي وارباب المقاهي ومحطات الوقود، والذي سيعزل تزنيت أكثر ويحولها الى مدينة لا يمنع فيها الوقوف والتوقف فقط، بل وحتى المرور!