انعقد بالمقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل يوم الثلاثاء 25 يناير 2022، اجتماع امتد لساعات، خصص لمناقشة أهم الانشغالات المهيمنة على المشهد الإعلامي بالمغرب وعلى رأسها، الأوضاع المادية والمعنوية للعاملات والعاملين بالقطاع الصحافي والسمعي البصري. وسجلت جل المداخلات التي عرفها الاجتماع المذكور "التراجعات التي مست على وجه الخصوص الإعلام الرقمي الذي بات يعيش أوضاعا صعبة في غياب أي مبادرات قوية منذ سنة 2013 بالرغم من حضوره ومشاركته في الحياة العامة والنقاشات العمومية والعمل على تأطير المواطنين ورصد مختلف قضاياهم وهمومهم في المدن والأرياف والمساهمة القوية في تحقيق تطلعات إعلام القرب". ولفت المتدخلون إلى "تأثر الإعلام الرقمي بقوة بتداعيات الوضع الوبائي، خاصة أنه لم يحظ بأي دعم في البرنامج الحكومي الذي عمل على ضخ بعض الدعم للقطاعات الأشد تضررا". ذات الاجتماع توقف عند السياق التاريخي لتطور الإعلام الوطني، حيث حيث خلص عدد من المشتغلين في الحقل الإعلامي إلى "ضرورة إعادة النظر في الدعم العمومي على أسس التوزيع العادل والناجع بين المنابر الإعلامية جهويا ووطنيا لتأهيل المقاولات الإعلامية والارتقاء بأدائها وفق التحولات الجارية". ونص الاجتماع في مخرجاته على "ضرورة لعب المجلس الوطني للصحافة الأدوار المنوطة به في هذه المرحلة الحرجة، طبقا لمقتضيات الدستور ومواد القانون المحدث له، باعتباره مؤسسة وطنية مستقلة تتولى في إطار القانون 90-13، التعاطي الإيجابي مع فسيفساء المشهد الإعلامي بكل حساسياته ودون أي إقصاء ممنهج وصولا للتأثير في التنظيم الذاتي لقطاع الصحافة والنشر". وإلى جانب ذلك، خلص الاجتماع إلى "ضرورة الرقي بأخلاقيات المهنة وعدم التعاطي معها كشماعة تعلق عليها أوضاع الهشاشة المتأصلة في بنيات المقاولات الإعلامية، فضلا عن منح بطائق الصحافة بشكل لا يخضع لتأويلات ضيقة تساهم في الحرمان من الحقوق المادية للصحافيات والصحافيين والعاملات والعاملين بمهن الإعلام". وشدد ذات الاجتماع على ضرورة "توسعة النقاشات العمومية والاستشارات ولا سيما تلك التي تقوم بها الوزارة الوصية لتشمل كل مكونات المشهد الإعلامي بالمغرب، والأخذ بعين الاعتبار كون الإصلاح الآني والمستقبلي يبنى على التوافقات المجتمعية بين الأطراف الفاعلة في القطاع، وفي مقدمتها النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام التي تعتبر طرفا وشريكا في حقل العمل الاعلامي". ودعا المشاركون في الاجتماع كل الصحافيات والصحافين والعاملين بمهن الإعلام للالتفاف حول إطارهم النقابي، باعتبار النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام إطارا ديمقراطيا ووحدويا ومستقلا، للدفاع عن المهن وعن المصالح المشروعة لكل العاملات والعاملين بالصحافة الوطنية، وتحقيق التغيير المنشود. يذكر أن هذا الاجتماع الذي احتضنه مقر الاتحاد المغربي للشغل عرف مشاركة عضوي الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، حميد سعدني العضو بالمجلس الوطني للصحافة والمنسق الوطني، وعضو الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل، محمد الوافي، وأعضاء المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، وبينهم الكاتب الوطني توفيق ناديري، وعزالدين بورقادي النائب الأول والمسؤول عن التنظيم، ولطيفة نفيل عن لجنة التكوين، وعبد السلام زوير عن مهن الإعلام، وفؤاد الجعيدي الكاتب الإقليمي لسطات.