طالبت منظمة الصحة العالمية الدول الرامية لتلقيح مواطنيها بالجرعة الثالثة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد بوقف ذلك من أجل تقليص الهوة التي تفصل بين الدول الغنية والفقيرة فيما يتعلق بالتوفر على اللقاحات. في هذا الصدد، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحفي انعقد بجنيف، أمس الأربعاء 4 غشت، إلى إحلال التوازن ولو بشكل محدود بين دول العالم، مشيرا إلى أن هناك بلدانا تتوفر على اللقاحات ضد وباء كوفيد-19 بكثرة، بينما بلدان أخرى لم تتمكن من تلقيح سوى نسبة ضئيلة من سكانها. وأضاف غيبرييسوس قائلا : "نحتاج إلى قلب الوضع بسرعة والانتقال من توجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الغنية، إلى توجيه غالبيتها إلى الدول الفقيرة". وسرعان ما رد البيت الأبيض على هذه الدعوات رافضا إياها جملة وتفصيلا، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن مقترحات منظمة الصحة العالمية " بديل خاطئ". وتابعت ذات المتحدثة قائلة : "نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين... لسنا بحاجة إلى أن نختار ما بين توفير جرعات ثالثة للأمريكيين، وهذا لم يتقرر رسميا بعد في مطلق الأحوال، ومساعدة الدول الفقيرة". وتجدر الإشارة إلى أن موضوع الجرعات الثالثة من اللقاحات لا يقتصر فقط على الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد أعلنت كل من ألمانيا وإسرائيل نيتهما القيام بحملات لتوزيع جرعة ثالثة "معزّزة" من اللقاحات التي تتطلب جرعتين بالأساس. وأشارت هذه الدول إلى أن الجرعات الثالثة ستخصص بشكل أساسي للمسنين الذين لا ينتج نظامهم المناعي كمية كافية من الأجسام المضادة رغم تلقيهم اللقاح كاملا. ومقابل ذلك، طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ب "تجميد هذه الإجراءات على الأقل حتى نهاية شتنبر، وذلك من أجل تحقيق الهدف الذي حددته المنظمة سابقا، والمتمثل في تلقيح 10% من جميع سكان العالم ضد كوفيد-19. ولفت غيبرييسوس إلى أن ذات الإجراءات "تعيق برنامج كوفاكس العاجز إلى الآن عن تحقيق مهمته نظرا لعدم توافر الجرعات"، مشيرا إلى أن "البرنامج لم يتمكن سوى من توزيع جزء ضئيل مما كان مقررا بالأساس لعدم تمكنه من شراء اللقاحات الضرورية أو لقيام الهند بتجميد تصدير اللقاحات التي تنتج على أراضيها حتى تتمكن من مكافحة تفشي الوباء بين مواطنيها". وبناء عليه، دعا غيبرييسوس كبريات شركات الأدوية إلى دعم آلية كوفاكس الدولية التي أرسيت لمكافحة انعدام المساواة على مستوى توفير اللقاحات، ومساعدة 92 دولة فقيرة لتحصين سكانها. وشدد غيبرييسوس على ضرورة تكثيف الجهود من طرف البلدان والشركات التي تتحكم في إنتاج اللقاحات عالمياً وذلك من أجل التغلب على الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 4,2 ملايين شخص منذ ظهوره في نهاية 2019، بحسب الأرقام الرسمية.