تفاجئت إدارة قناة اليوتوب بهذه المتابعة الهائلة لطفولة العالم تقريبا وهم يتابعون الحفل الاستعراضي للجيش الجزائري بمناسبة حفل التخرج وتوصلوا بعد بحث قصير جدّاً إلى أنّ السر يكمن بظهور جندي جزائري ذكّرهم بفيلم الرجل الأخضر( Hulk) الكرتوني تلك الشخصية كما تروى أحداث هذا الفيلم الخيالي الموجه للأطفال خاصّة ( وهي أنّ بطل الفيلم يعاني من أشعة غاما التي تعرض لها بكثافة، وجعلته يتحول عندما يغضب إلى شخصية العملاق الأخضر الذي يتسبب في كثير من الدمار أينما ذهب..) والحقيقة أن جمهورية العسكر قد أصابوا في تجسيد دقيق لوضعيتهم النفسية المأزومة بهذه الشخصية الاستعراضية وشكل جثتها وخفة حركاتها البهلوانية أمام أطفال عجزة يتقدّمهم الجنيرال شنقريحة وتابعه دمية العسكر عبد المجيد تبون.. وإذا كان بطل الفيلم يعاني من أشعة ( غاما) فإنّ الأشعة التي أصابت جنيرالات الجزائر هي أشعة المغرب وإشعاعه في الحاضر كما في التاريخ.. حدّ أن وصلوا إلى تأريخ هذه العداوة إلى ما قبل ميلاد المسيح واستحضار شخصية البطل النوميدي يوغرطة.. ولأنّ ما جاء في هذه المجلة لا يختلف عن فيلم الرجل الأخضر(Hulk) كفيلم خرافي تخيلي تنشيطي لعموم الأطفال.. فإن التركيز على محطات تاريخية قديمة جدّاً هو التنفيس عن عقدة التاريخ لدى هذه الدولة الذي تزامن تاريخ تأسيسها بظهور شاشة التلفزة بالألوان...الذي استطاع أن يتطور صوتا وصورة مقابل بقاء دولة العسكر تشاهد العالم بالأبيض والأسود فقط.. وتفكر بعقلية وحش الغابة الذي لا يقهر.. حتّى أن تاريخها القصير لا يقرأ الإ من خلال الانقلابات والإغتيالات وسط ثكنة اسمها الجزائر.. آخرها تواجد أكثر من 30 جنيرال بالسجن الآن.. هذا هو تاريخكم.. منذ أن أصبح للجيش دولة جرّاء استفتاء على الاستقلال وليس التحرير كما توهمون الغفلة هناك.. وهو العقدة الأبدية لدى أغلبية الطغمة العسكرية التي لم تتحرّر بعد من جملة ( حگرونا المغاربة) وخاصّة قائدهم العجوز شنقريحة أحد أسرى الحرب بمعركة أمگالا.. وها يخرج فزاعة الرجل الأخضر للانتقام وإعادة الإعتبار..وهي نفس الشخصية التى كان سيحرر بها دمية العسكر تبون طرابلس.. والساحل والصحراء ووو كما جاء في سيناريو فيلم طور الإعداد من صنع جزائري.. هي السخرية مقابل هذا الاستعراض الفوكلوري الذي جعل من القوة الإقليمية أضحوكة أمام جيوش العالم.. وبهذا الهواية البدائية التي لا تتماشى مع الصراخ والعويل المرافق لكل الخطب والبلاغات والمقالات ذات الصلة بالعدو الافتراضي الذي يهدد أمن واستقرار الجزائر.. وكم تمنّيت أن يصاب الرجل الأخضر الجزائري بإشعاع آخر اسمه... الجزائر الداخلية وينفجر غضباً ضد أزمة العطش التي تمر بها البلاد.. أن يستثمر عضلاته لإطفاء حرائق الغابات.. أن يفكّ العزلة على مواطنيه بالخارج.. أن يسارع في عملية التلقيح للمواطنين بالداخل.. وأن.. وأن.. بكل بساطة أن يدخل سوق راسوا.. ويهتم بمشاكله الداخلية.. وأن يتحرر من وهم البطل الافريقي والسوبرمان الذي لا يقهر.. وأن يقيس حجمه بعمر تاريخه القصير لا بحجم جغرافية دولة على أنّها قارة.. هذا هو الفرق معنا.. ولن يمحوه الرجل الأخضر وعضلاته.. ولن يشفى هذا المرض برفع منسوب القدح والسب والشتم في بلدنا وتاريخه كما جاء في ثنايا مجلة الجيش عندكم.. فيكفينا فخراً كمغاربة أن نعرف أن الدولة العثمانية وبعظمتها وقتها لم تستطع أن تدخل إلى المغرب... ويكفي أيضاً أن نذكر صنّاع الرجل الأخضر الخرافي بأن عمر الجزائر لا يتعدّى سطراً واحد من كتب تاريخنا العريق.. فإلى فرجة أخرى إن شاء الله يوسف غريب