توصل المغرب عشية أمس الجمعة 22 يناير الجاري، بأول شحنة من اللقاح البريطاني "أسترازينيكا " قادمة من الهند. هذا ، وكان المغرب قد رخص باستعمال "لقاح أسترازينيكا" الذي تم تطويره من طرف جامعة أكسفورد البريطانية، بتعاون مع مختبرات "أسترازينيكا" السويدية-البريطانية، في 6 من يناير الجاري. وفي هذا السياق، كشف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، عن أن لقاح "أسترازينيكا" آمن وفعال، حيث إن تأثيراته الجانبية جد نادرة، تتمثل بالأساس في الصداع و الحرارة و الآلام والاحمرار في موضع أخذ الحقنة. وأضاف الطيب حمضي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن لقاح "أسترازينيكا" هو أول لقاح نشرت نتائجه بالمجلات العلمية في 8 دجنبر 2020، وصادقت عليه مجلة "دي لانسيت" الطبية، وذلك بعد أن أظهر فعالية بنسبة 90 في المائة لدى المشاركين في التجارب السريرية، حيث جرى تطعيمهم بنصف جرعة في الحقنة الأولى عوض جرعة كاملة، وجرعة كاملة بعد أربعة أسابيع عوض جرعتين كاملتين في الحقنتين، فضلا عن توفيره حماية بنسبة 100 في المائة من الأشكال الخطيرة التي يتخذها فيروس "كوفيد-19"، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة. وفي سياق آخر، أوضح الحمضي أن نقل وتخزين اللقاح البريطاني يتطلب درجات حرارة بين 2 و8 درجات مئوية، مثله مثل لقاح "سينوفارم" ، وهو الأمر الذي اعتمده المغرب معيارا أثناء اختيار هذه اللقاحات دون غيرها، حيث إن لقاحات "بايونتيك" و"فايزر" و"موديرنا" تتطلب درجات حرارة منخفضة للغاية تصل في بعض الأحيان إلى 70 درجة تحت الصفر. أما عن كلفة هذا اللقاح فهي فقد قدرت بأقل من 3 دولارات للجرعة الواحدة، وهو الثمن الذي يعتبر نسبيا في متناول الجميع، فضلا عن أن الملك محمد السادس كشف سابقا عن أن اللقاح مجاني بالنسبة للفئات المعوزة والهشة، فضلا عن كونه مدرجا ضمن لائحة اللقاحات المؤدى عنها بالنسبة للمنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن لقاح "أسترازينيكا" يعتمد على تقنية "الناقل الفيروسي"، وهي طريقة تستعمل فيروسات أخرى معدلة يتم تحميلها بأجزاء من فيروس كورونا لإيصالها إلى خلايا جسم الانسان وتحفيز المناعة على محاربة الفيروس، وهي ذات التقنية التي سبق استعمالها في تطوير لقاحات "إيبولا" و "سارس" و"ميرس" وغيرها. يذكر أن مختبرات "أسترازينيكا" طمئنت الرأي العام مشيرة إلى قدرتها على إنتاج حوالي ثلاثة ملايير جرعة من لقاحها عبر العالم في سنة 2021، كما أكدت أن اللقاح قادر على مكافحة السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، معربة عن استعدادها لتطوير لقاحات أخرى لمكافحة شتى السلالات المتحورة لكوفيد-19 في حال اقتضت الضرورة ذلك.