فارق صلاح الدين الغماري الحياة في 10 دجنبر 2020، نتيجة أزمة قلبية مفاجئة، مخلفا وراءه ابنا وزوجة ومسارا مهنيا حافلا بالعطاء، جعل المغاربة كبارا وصغارا ينعونه ببالغ الحزن والأسى. طفولته ولد صلاح الدين الغماري في 8 أبريل من العام 1970، بمدينة مكناس حيث ترعرع ونشأ، كما أنه درس في مدارسها المحلية، و برع في إتقان اللغة العربية وقواعدها بفضلِ والده الذي أشرف على تعليمه إياها. البدايات المهنية تروي أخت صلاح ،أسماء الغماري، أن الفقيد "كان محبا لمهنة الصحافة منذ الصغر"، كما أنه عشق فنون التحري والكتابة والتصوير، الأمر الذي جعله يدخل مجال الإعلام في سن مبكر، حيث كان مشرفا على جريدة الزهور التي كانت تصدر في الثانوية التي درس فيها، ثمّ انتقل للعمل مع خاله أحمد بالمهدي الحبيب في جريدة السفير المغربيّة ومكناس إكسبريس مراكما تجارب مهمة وهو لم يجاوز بعد العشرين سنة. توجه صلاح الدين الغماري إلى روسيا لإتمام دراسته العليا، وتوج مساره الدراسي في مجال السمعي البصري بالعمل في القناة الروسية الرابعة في برنامج «نظرة الآخر»، قبل أن يقرر إنهاء مسيرة الاغتراب و العودة إلى أحضان الوطن، حيث كرس طاقاته للعمل في القسم السياسي للقناة الثانية "دوزيم". أطل الغماري بعد التحاقه بدوزيم عام 2000 على المغاربة كمقدم لنشرات الأخبار بالعربية، وكصحفي قام بالعديد من التغطيات الصحفية كان أبرزها تغطية زلزال الحسيمة 2004، ولعل أكثر برنامج أكسب الغماري شعبية واسعة لدى المغاربة كان برنامج "أسئلة كورونا"، والذي توجه فيه إلى مختلف شرائح المجتمع المغربي مؤنسا إياهم طيلة ثلاثة أشهر من الحجر الصحي دون كلل أو ملل، مجيبا عن أسئلتهم واستفساراتهم بخصوص أزمة وبائية لم يسبق لمعظمهم أن عاش مثلها. يذكر أن الغماري كان بصدد تقديم برنامج جديد يحمل عنوان "صوتكم"، وهو على شاكلة برنامج أسئلة كورونا، حيث كان سيطرح عددا من الظواهر الاجتماعية ويناقشها مع ضيوف مختلفين. الغماري والشهرة لطالما اعتبر الغماري الشهرة شيئا غير ذي أهمية بالنسبة له، حيث سبق له التصريح بأنه يعيش حياته بشكل طبيعي، وبأن ظهوره في التلفاز ليس شيئا خارقا للعادة، قائلا بأن "الشهرة عمرها قصير جدا، اليوم يراك الناس في التلفزيون، و غدا ينسونك"، وقد تم تداول هذه التصريحات بشكل كبير بعد وفاة صلاح. الوفاة أعلنت القناة الثانية يوم الخميس 10 دجنبر الجاري وفاة الإعلامي صلاح وذلك عبر منشور في صفحتها الرسميّة بموقعي فيسبوك و تويتر، جاء فيه : " ببالغ الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة زميلنا الإعلامي المتميز صلاح الدين الغماري، رحم الله الفقيد … وداعًا صلاح ". هذا وحضر جنازة الغماري الذي ووري الثرى بمسقط رأسه مكناس عصر يوم أمس الجمعة 11 دجنبر الجاري، حشود غفيرة من زملائه الإعلاميين بالقناة الثانية ومنابر إعلامية أخرى، إلى جانب ذويه و أصدقائه وجيرانه ومواطنين آخرين جاؤوا لتوديع شخص كان ذا غيرة على وطنه. تجدر الإشارة إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نعى الفقيد صلاح الدين الغماري من خلال برقية تعزية بعث بها إلى أسرته قائلا : "تلقينا ببالغ التأثر والأسى النبأ المفجع لوفاة فقيدكم العزيز الصحفي المرحوم صلاح الدين الغماري، أحسن الله قبوله إلى جوار ربه مع عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان".