اهتز قسم الأمراض النفسية والعقلية بالمركز الإستشفائي بانزكان صبيحة يومه الجمعة 04 يناير 2013 على وقع وفاة مريض والذي عثر عليه متجمدا من شدة البرد مغشيا عليه في أحد أروقة القسم. واستنكر شهود عيان ما وصفوه بالارتباك الناتج عن نقل المريض من قسم الأمراض النفسية والعقلية إلى قسم المستعجلات محمولا بالأيدي في غطاء بال في غياب ناقلة للمرضى، ما اعتبروه انتقاصا من حرمة الإنسان. وحسب مصادر متطابقة، فان حالة المريض كانت جد متدهورة اتسمت بانهيار مؤشراته الحيوية ودخوله حالة غيبوبة عميقة لم تنفع معها محاولات الإنعاش التي قام بها طاقم المستعجلات ليفارق الضحية الحياة لسبب لم يكن بالمتوقع ألا وهو البرد. و تشير المعطيات أن قسم الأمراض النفسية والعقلية بذات المستشفى تعرف اكتظاظا رهيبا حيث تقدر طاقته الاستيعابية ب 60 سرير في حين فاق عدد النزلاء 120 نزيلا في ظروف مأساوية تتسم بغياب النظافة وسوء التغذية و غياب وسائل التدفئة من أغطية وأسرة حيث أن معظم النزلاء يفترشون الأرض و يلتحفون بالسماء بين ردهات القسم في ظل اكتظاظ الحجرات، هاته الأوضاع غير الإنسانية دفعت عددا منهم إلى الفرار بعد إحداثهم ثقبا في أحد الأسوار. و حسب مصدر طبي فان الحالة الهشة للنزلاء وسوء التغذية ونقص المناعة يزيد من خطورة الوضع ويساهم في انتقال الأمراض و العدوى بين نزلاء القسم، مضيفا أن الانخفاض الشديد لدرجة الحرارة نتيجة البرد القارس يؤذي الجهاز التنفسي و يسبب مضاعفات جد خطيرة. هذا وفي انتظار فتح تحقيق شفاف في ظروف وفاة المريض الحالة الثانية في ظرف أسبوع بعد حالة أخرى لسيدة نزيلة بذات القسم، تستمر معاناة نزلاء قسم الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى انزكان بالرغم من توصيات التقرير الصادر عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي رسم صورة قاتمة عن وضعية الصحة العقلية ببلادنا، و للإشارة فقط فقد دقت إحدى المكاتب النقابية في بيان لها وصف بالناري ناقوس الخطر لجملة من الاختلالات المرصودة بالمستشفى تطرقت من خلاله لمعاناة نزلاء ذات القسم.