تطارد الحكومة الأمريكية، حالياً، الطفل ريان كاجي الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات، والذي يُعتبر رجل أعمال من الدرجة الأولى، لكسبه ملايين الدولارات، من خلال عمله ك"يوتيوبر". وذكرت قناة "الجزيرة" بموقعها، يوم أمس الأحد، بأن مجموعة مراقبة الإعلانات بلجنة التجارة الفدرالية تقدمت بشكوى ضدّ المحتوى المقدم على قناة "Ryan Toys Revie"، التي تعدّ إحدى أشهر قنوات "يوتيوب" المخصصة للأطفال، والتي يظهر من خلالها الطفل ريان، الذي بدأت شهرته في عام 2015، قبل أن ينجح في جذب 21.8 مليون متابع، وهو يستعرض ألعاب الأطفال المخصصة لعمر أقل من ست سنوات، ويطلع الجمهور -معظمهم من الأطفال أيضا- على آرائه في تلك الألعاب.
واعتبرت اللجنة أن هذه القناة تقوم باستغلال طفل صغير في محاولة لكسب المال، وهو أمر غير قانوني، ما دفعها لمطالبة جميع هذه الشركات بوضع علاماتها التجارية بشكل واضح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كون جمهور هذه القناة من الأطفال لا يستطيع أن يفرق بين الفقرات التمثيلية غير الدعائية والإعلانات مدفوعة الأجر. ويقدم الطفل ريان ما يقرب من 90% من فقراته مدفوعة الأجر، حيث تمول القناة العديد من الشركات الأمريكية العملاقة؛ على رأسها "نتفليكس"، و"هاسبرو"، و"ولمارت"، و"تشك إي" و"تشيز آند نيكيلوديون"، إذ يقوم ريان باستعراض منتجات تلك الشركات بصورة إيجابية جاذبة، لإغراء وتحفيز الأطفال على اقتنائها، ومن ثم الضغط على آبائهم لشرائها، وفقا لتقرير "بيزنس إنسايدر". وخلال الفترة الماضية، قامت شركة "Truth in Advertising" برفع دعوى قانونية ضد قناة "Ryan Toys Revie"، وهو ما اضطر شركة "غوغل" لدفع 170 مليون دولار، في جزء من تسوية مع اللجنة الفدرالية التجارية في الولاياتالمتحدة الأميركية والمدعي العام بولاية "نيويورك"، لانتهاكهم قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، بحسب "نيويورك تايمز"، حيث قال مقيمو الدعوى إن "يوتيوب" جمع الملايين من البيانات الشخصية للمشاهدين الصغار بشكل غير قانوني، ثم استخدمها لجذب ملايين الدولارات عبر الإعلانات المستهدفة. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل صرّح العديد من أعضاء مجلس النواب أنهم بصدد رفع دعوى قضائية أخرى ضد قناة "Ryan Toys Revie"، لأنها نشرت إعلانيين لسلسلة الوجبات السريعة "Carl's Jr"، دون توضيح أنها مادة دعائية مدفوعة الأجر.