كان «موحا» مبحوثا عنه بموجب نشرة حمراء دولية، قبل أن يُسلم نفسه مؤخرا للشرطة الهولندية. انطلقت رحلة الإيقاع به خلال الأيام الأولى من الشهر الجاري. ضباط مكتب الشرطة الجنائية الدولية (الأنتربول)، وعناصر المكتب الوطني لمكافحة المخدرات، يُداهمون فيلا كائنة بطريق إيموزار بفاس. تدخلهم جاء على بناءا على إنابة قضائية دولية خاصة بشبكة لتهريب المخدرات وتبييض الأموال بين هولاندا والمغرب. العملية باءت بالفشل، لكنها كشفت أسرار مخبأ زعيم الشبكة. في كل زاوية، هناك كاميرا متطورة لرصد تحركات الوافدين الغرباء بمحيط الفيلا. إحدى الغرف أشبه ب«غرفة عمليات». وحدة مركزية لحاسوب، وطاولات مخصصة لعقد الاجتماعات السرية لعناصر الشبكة الدولية، إضافة إلى شاشات مُسطحة لرصد زوايا الفيلا الفاخرة. أيام معدودات بعد مداهمة ضباط الأنتربول والفرقة الوطنية لفيلا «موحا»، حدث بوقع المفاجأة. الأخير يُسلم نفسه لجهاز الأمن الهولندي. اعترافاته أمام المحققين الهولنديين، فتحت الباب أمام أبحاث مُعمقة تحت إشراف النيابة العامة المختصة بالمغرب. التحريات كشفت، أن «موحا» متهم بالتورط في عشرات عمليات تهريب المخدرات إلى هولندا. إضافة إلى عمليات تبييض لعائدات المخدرات في استثمارات عقارية وتجارية كبرى بفاس والدار البيضاء وطنجة والناظور. مصادر مطلعة كشفت، أن «موحا» اعترف بتعاون 7 عناصر أمنية بفاس ومدينة أخرى توجد شمال البلاد مقابل «إكراميات» سخية. المصادر السابقة، لم تفتها الإشارة إلى أن مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وتحت إشراف النيابة العامة، ستفتح تحقيقا في الأيام القادمة من أجل الوقوف على صحة اتهامات «موحا»، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى اتهامات كيدية وكاذبة في حق رجال الأمن. فهل تُطيح اعترافات «موحا» بمتعاونين في صفوف عناصر الأمن؟ سؤال يُطرح أياما قليلة، بعد انتهاء محققي الفرقة الوطنية من أبحاثهم التمهيدية في ملف مماثل. ملف يتعلق بدركيين متهمين بالتواطؤ مع بارون مخدرات معتقل بسجن عين قادوس بفاس. محمد كريم كفال / أنس بن الضيف الأحداث