قدم عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم الخميس بمدينة مراكش، حصيلة عشر سنوات من إطلاق مخطط المغرب الأخضر، الذي حمل توجهات الملك من أجل النهوض بالقطاع الفلاحي وتطويره. و قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن جميع المصالح الوزارية المختصة ستنكب على العمل على تنزيل الآليات الضرورية لمواكبة نداء صاحب الجلالة و ذلك من أجل تعبئة مليون هكتار إضافية من الأراضي الفلاحية، وذلك في أفق فتح إمكانيات أكبر للاستثمار في العالم القروي. وأوضح في كلمة خلال لقاء مع مهنيي القطاع الفلاحي، أن هذا الأمر سيتم من خلال حصر الأراضي الممكن تعبئتها وتحديد إمكانياتها ، وتحديد نوعية الزراعات التي يمكن أن تشملها ومدى ملاءمتها للمناطق المتواجدة بها مع دراسة طرق وكيفية تمويل ومصاحبة المشاريع التي يمكن أن تقام عليها. وشدد على أن دعوة صاحب الجلالة في خطابه أمام البرلمان تعد دليلا على ضرورة فتح إمكانيات أكبر للاستثمار في العالم القروي واستقطاب فئات جديدة خاصة ضمن الشباب. وأكد أخنوش، أن الناتج الداخلي الخام للقطاع الفلاحي، تطور بمتوسط نمو سنوي قدر ب 5.25 في المائة، ليصل إلى 125 مليار درهم في 2018، بزيادة 60 في المائة مقارنة مع سنة انطلاق مخطط المغرب الأخضر، بالإضافة إلى تضاعف قيمة الصادرات الفلاحية بين عامي 2008 و 2017 لتصل إلى 33 مليار درهم. وأشار وزير الفلاحة، أن مخطط المغرب الأخضر، أولى أهمية قصوى للبعد الاجتماعي، بفضل آليات متعددة، تمكن من خلالها مليون و100 ألف مستفيد (ثلثين) من مزارعين وكسابين ومستثمرين، من إيجاد الدعم والتمويل لمشاريعهم واستثماراتهم، على امتداد 10 سنوات الماضية. ودعا السيد أخنوش في هذا الصدد ، إلى تقوية إمكانيات الفلاحين بمواصلة تحفيزهم على الانخراط في تنظيمات مهنية وتعاونيات، وتمكينهم من التكوين والتفكير في نماذج مبدعة وخلاقة كحاضنات المقاولات وتشجيع المقاولات الناشئة خدمة للعالم القروي. وسعيا لتهيئ الظروف التي من شأنها أن تسهم في انبثاق وتقوية طبقة وسطى فلاحية ، يقول الوزير، “نحن مطالبون أيضا بصياغة حلول فعالة لعدد من التحديات والإشكاليات، المرتبطة بتنظيم الأسواق والشفافية في عملية التسويق ودعم المكاسب المحققة في القطاع “. واستطرد قائلا “إننا مطالبون اليوم بالتفكير بشكل جماعي ومع مختلف المتدخلين في القطاع بتقديم خطوات واضحة وفعالة، تجيب عن إشكاليات التشغيل وتحسين دخل ساكنة العالم القروي وخلق توازن سوسيو-اقتصادي بالقرى والبوادي خصوصا لدى فئة الشباب”. كما أضاف، أن المخطط عمل على مباشرة عدد من المشاريع التي تهم التهييئات الهيدروفلاحية والمراعي وتلقيح الماشية، وعمليات التدخل للحد من آثار الجفاف والثلوج، لمواجهة التغيرات المناخية والتخفيف من وقعها على الفلاحين. وقال عزيز أخنوش في كلمته، إن مخطط المغرب الأخضر ساهم بشكل رئيسي في قطاع التشغيل بنسبة 40 في المائة على الصعيد الوطني، بحلقه ما يعادل 250.000 وظيفة إضافية، ومضاعفته الدخل المتوسط للفلاحين، وتحسين القيمة الإضافية المنتجة بالعالم القروي. من جهة أخرى، استطاع مخطط المغرب الأخضر، من تحسين تغطية احتياجات البلاد الغذائية، بالوصول الى 100 في المائة بالنسبة للفواكه والخضروات، و 98 إلى 100 في المائة للمنتجات الحيوانية (الحليب واللحوم والدجاج) وحوالي 50 في المائة للحبوب والسكر. وختم وزير الفلاحة والصيد البحري كلمته، بالتأكيد على ضرورة الاستمرار في العمل بعدة أوراش لتطوير الفلاحة الوطنية، والنهوض بها لتكون حلا لمشكل التشغيل، وخلق توازن اجتماعي واقتصادي بالعالم القروي. يشار إلى أن هذا اللقاء يأتي مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة الدخول البرلماني الجديد، والذي خصص من خلاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس حيزا هاما للقطاع الفلاحي وسبل تطويره وإعطائه نفسا جديدا، يعزز مكتسبات الماضي والحاضر، ويجيب عن انتظارات الغد.