الرؤية التأملية في الشعر الأمازيغي قصيدة إكيك د ريح لمولاي علي شوهاد نموذجا… ****** * س لقودرا ن ربي لي إخلقن دونيت… * أس إتيلي ؤنزار ؤرد إكيك د ريح… ……………… * بقدرة البارئ الذي خلق الدنيا، * تنزل الأمطار لا بمحض الرعد والرياح . عبدالله العسري يعتبر الشاعر علي شوهاد من الشعراء المشهود لهم بدقة النظم والقدرة على الغرف من معين الشعر بلا تكلف، إذ يجد المتلقي تزاحم الصور وتداخلها في شعره بشكل يجعل من القصيدة لوحة فنية تعبر تعبيرا صادقا وأصيلا عن غرض من الأغراض، كما سنرى في قصيدة إكيك د ريح ذات البعد الفلسفي. فجل قصائد شوهاد يغلب عليها النبر الاجتماعي التربوي، كما في قصيدته شباب، التي تعتبر صورة لواقع الشباب المستلب من قبل الأغاني الغربية ، ومنها نغمات الريكي، التي ظهرت بقوة أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، ولأهمية القصيدة، نقتطف منها هذه الأبيات قبل المرور إلى قصيدة إكيك د ريح . . كيين أشباب أغ رجيغ ميا ن ؤساتور ما منك أنهول أد أضون كرا ن لخالايق جامايكا أس مدين غين أغن قّامان بوب مارلي ييويد لخسارت يا لاطيف ييويد إ – شباب ريكي جلون – أس أغاراس حاقان إزد إزوطا ضرسنين أغ إسوسمن . ترجمة: الأمل فيك أيها الشباب أن تكون عمادا للمجتمع كم تألمنا من طيش بعض الشباب اغتربوا كلهم في جامايكا بوب مارلي أتى بخسارة مدمرة علم الشباب الريكي فأضله عن الطريق وبهرهم بظفائره المتدلية. دعوة لإنقاذ الشباب من الطيش ويمضي الشاعرا متألما إلى ما آل إليه الشباب من تعاطيه للمخدرات إسوة باليهود، بل تعدى ذلك إلى تناول أقداح الخمر، وسقوطه في مخططات التدمير التي نصبتها له أمريكا، كماانتقد الشاعر كذلك تقليد الشباب للغرب في ما هو سلبي، أما ما يهم الصناعة والتقدم العلمي فينفرد بها العالم الغربي وحده دون أن يشرك معه أحد في هذا المجال . ؤداين ملاناغ أكو ملاناغ لكيسان نكايك غمكلي كينغ إرا ماريكان ؤرار نسكار ختيدا تيوين أر أيور ؤراغ إملا غيلي غ إسكار ساواريخ. ترجمة: اليهود علمونا الدخان وكؤوس الخمر وأصبحنا كما تشتهي أمريكا لم نتعلم منها العلوم التي أوصلتها إلى القمر ولم تطلعنا على مصانع الصواريخ. إكيك د – ريح أول ما يلفت نظر المتلقي في هذه القصيدة هو تناولها لموضوع علمي على شكل تساؤلات إيمانية ، وتكون بذلك قد جمعت بين العمق الفلسفي والفن الشعري ومجموعة من الأسئلة الأزلية التي أعيت عقل الإنسان الغربي وأوصلته في نهاية المطاف إلى تبني الاتجاه السببي لحدوث الوقائع ، لكن قصيدة شاعرنا ليست من ذلك الصنف، بل هي لوحات شعرية تعكس موقفا تأمليا في عظمة خالق هذا الكون ، واختار الرعد والرياح كمحاورين إشارة إلى دعاة السببية في عملية نزول الأمطار ، وخلص في النهاية إلى الرد على مثل هذه المواقف بطريقة بارعة مؤكدا على أن الأمطار تنزل بقدرة الله عز وجل وليس بمحض ذوي الرعد وهبوب الرياح ، ونترك شاعرنا يقول : يود يان إكيك إسفاو أك إ دونيت إكون إس را يكس إ لوقت لهيف أد إلان؟ نغد إس كا راد إك أنكي إخلو دونيت إكون إس إرا يحيو لاشجار د تركيوين؟ نغد إس كا راد إك أنكي إخلو دونيت. ترجمة: أضيئت الدنيا بقصف رعد وهل سيزيل هذا الجفاف؟ أم أنه سيتحول إلى إعصار مخرب وهل سيحيي الأشجار والسواقي؟ أم أنه سيسيل ويدمر الدنيا. هو الذي يحيي الأرض بعد موتها… بعد تساؤل الشاعر عن مصير الزخات المطرية المنتظرة لما دوى الرعد وأضاء البرق الدنيا، تساءل مرة أخرى عما إذا كانت هذه المياه ستحيي الأشجار والسواقي وتزيل هذا الجفاف على وجه الأرض أم أنها ستؤول إلى إعصار مدمر يجمع الأخضر واليابس. إكا لهيف أكال إك ويسا يكنوان إكون إغ كا تسوا لوقت إسيرا أد إكيس؟ نغد ؤدم ن واكال ؤرت إسورد إميك ترجمة: أتى الجفاف من الأرض ومن السماوات السبع وهل ستزيله الأمطار لو تهاطلت؟ أم أن وجه الأرض لا يكفيه قليل المياه وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته… ويقف الشاعر مرة أخرى موقف المبدع البارع الذي يحسن التخلص، إذ ترك خطابه الفني لشخصيات أغنته عن الكلام كالبرق والرياح والغيوم التي تحاورت فيما بينها كل من موقع اختصاصه، ليتدخل الحكم في النهاية ويحسم الجدال بحقيقة ربانية وكأنه يحتدي بقول الله عز وجل: (وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم). ساولن يكيكن د ؤسمان إخلض ريح إنا ؤشرقي: نيك أرايسو دونيت تناس تاكوت: أمان نكي كاد لان إناس واضو: نيكين كا يستاهلان أرنتوخ أمدلو دار وياض إك أمان إغ إسوا واكال إك كولو جنانات ؤر إك ؤجميل بلا وين باب إيكنوان س لقودرا ن ربي لي إخلقن دونيت أس إتيلي ؤنزار ؤرد إكيك د ريح إميك س إميك أس إتمون إكد أسيف. ترجمة: دوى الرعد والبرق وعصف الرياح قالت الرياح الشرقية أنا سأمطر الدنيا بكاملها ردت الضبابة بل أنا من جنس الماء قالت العاصفة أنا صاحبة الفضل في هطول الأمطار ألاقي الغيوم فيما بينها فتصبح ماء … إذا أغيثت الأرض فأضحت جنانا، فما الفضل إلا لرب السماوات بقدرة البارئ الذي خلق الدنيا، تنزل الأمطار وليست بمحض الرعد والرياح تجتمع شيئا فشيئا حتى تصبح نهرا.