أعلن المركز الثقافي الفرنسي بأكادير عن عرض الشريط الوثائقي “تنغير جيروزاليم”، بالمركب الثقافي جمال الدرة، يوم 29 نونبر الجاري، بحضور مخرجه المثير للجدل، المدعو “كمال هاشكار”، الذي أعلن سابقا على قناة دوزيم أنه يفتخر بكونه يزور الكيان الصهيوني عشرات المرات في السنة. وفي هذا الصدد، دعا ممثلون عن هيئات مدنية مناهضة للتطبيع، فعاليات المجتمع المدني و كل القوى الحية بمدينة أغادير إلى التحرك لفضح هذا الشريط التطبيعي المساند لجرائم الكيان الصهيوني. ففي اتصال بأحمد اويحمان رئيس رابطة إيمازغن للدفاع عن الشعب الفلسطيني التي أعلن عن ميلادها بتنغير، ندد بهذا النشاط، واصفا إياه بالاستفزازي لمشاعر المغاربة، ومتهما الجهات المنظمة بتلويث المركب الثقافي الذي خلد اسم الشهيد جمال الذرة ضحية العصابات الصهيونية المحتلة لأرض فلسطين. واستنكر المتحدث على الديبلوماسية الفرنسية محاولتها المحمومة في مساندة التطبيع بالمغرب، مسائلا إياها ماذا تريد بالتحديد من وراء إسناد الدعم لمثل هذه التظاهرات؟، ومبديا في نفس الوقت استغرابه من إمعان الهيئات الدبلوماسية الأجنبية كقدماء دبلوماسيي إيطاليا وفرنسا، في القيام بما أسماه ب”الأدوار المشبوهة بالمغرب”. وأردف عضو عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني متسائلا ما معنى أن يبث شريط وثائقي يروج للصهيونية ويبيض جرائمها في المغرب، وفي مركب ثقافي له رمزيته التي تكشف بشاعة جرائم النظام الصهيوني، وهو الشهيد جمال الدرة الذي قتلته العصابات الصهيونية بين أحضان والده، في جريمة أثارت الضمير الإنساني العالمي. وحول ردود الفعل، أوضح أويحمان أن الرابطة الأمازيغية بمعية هيئات سياسية وحقوقية ونقابية أخرى استأنفت اتصالتها للتنسيق بخصوص الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمنع عرض الشريط التطبيعي، كما حدث عقب عرض الشريط التطبيعي بالبوق الصهيوني القناة الثانية “دوزيم” على حد تعبيره. كما توقع الناشط الحقوقي أن تنتفض الهيئات السياسية والنقابية والجماهير الشعبية بقلعة سوس العالمة المعروفة باصطفافها إلى تيار الممانعة والمقاومة من خلال مواقف بطولية لمنع عرض الإجراء المشبوه، يضيف المتحدث. من جهته، اعتبر مصطفى الفرجاني رئيس المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان، أن موضوع الفيلم ومكان عرض الفيلم وتاريخ عرض الفيلم والجهة المنظمة له، كلها مؤشرات تدل على البعد المتصهين في هذا النشاط، في محاولة يئيسة لتضليل الرأي العام الوطني والدولي لتمويه الإنسانية بأن المغاربة شركاء في جريمة قتل الشهيد جمال الذرة، وشركاء في احتلال فلسطين وتهويد القدس. وأضاف الفرجاني أن عرض الشريط الوثائقي محاولة بئيسة يسعى من يقفون خلفها إلى تلميع صورة يهود مغاربة المشاركين في اغتصاب أرض فلسطينالمحتلة، مشددا على أن الفعاليات المناهضة للتطبيع لن تسمح بتمكين المشروع التطبيعي بالمغرب، ولن نسمح في استصدار الموقف المتسامح مع الذين ساهموا في قتل الشهداء. وأكد المتحدث على أن المغاربة أبرياء من مغتصبي الأراضي الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، معتبرا بأن المغاربة الشرفاء مهما اختلفت عقائدهم ودياناتهم لن يصادقوا إلى الفئة المتصهينة التي تحاول أن تجد لنفسها مكانا وسط الشعب المغربي. وأعلن الفرجاني أنه سيوجه رسالة باسم المبادرة إلى الجهات المسؤولة لمنع تنظيم هذا النشاط الذي يتزامن مع الذكرى السنوية لمحرقة غزة، واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا على اصطفاف المبادرة إلى جانب المناهضين للتطبيع للتصدي بكل الوسائل الممكنة المشروعة من أجل إحباط تنظيم كل أنشطتهم التطبيعية. إلى ذلك، صرح أحد مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أن ثلاث فصائل طلابية تدرس إمكانية التنسيق للقيام بأشكال نضالية لمواجهة المد التطبيعي، خاصة وأن مكان عرض الشريط هو مركب يحمل اسم أحد ضحايا جرائم الكيان الصهيوني، في رمزية إلى خيار المقاومة والممانعة والصمود، وهي شعارات مازالت ترفعها الجماهير الطلابية في وجه قوى الظلم وكل متواطئ مع القوى الامبريالية العالمية، يضف المتحدث. وتجدر الإشارة إلى أن المركب الثقافي جمال الدرة الذي سيعرض فيه المركز الثقافي الفرنسي شريط “تنغير جيرازوليم” يتواجد بحي الداخلة، حيث تنشط الجماهير الطلابية لجامعة ابن زهر، التي هبت في غير ما مرة لمناصرة القضية الفلسطينية.