أصدرت المحكمة الابتدائية بزاكورة، أحكاما متفاوتة في قضية إعداد عمارة للدعارة وممارسة الفساد والسكر العلني وإزعاج السكان والتي ألقي القبض فيها على 15 شخصا في حالة تلبس، بالإضافة إلى مالكها. قضت المحكمة في حق كل من المدعوين (ا.ش) و(ع.ح) و(ن.ف) من أجل جنحة الفساد بشهرين حبسا نافذا وبعدم مؤاخذتهم من أجل التهم الأخرى المنسوبة إليهم، كما قضت المحكمة في حق المسماة (م.ع) من أجل جنحة المشاركة في الخيانة الزوجية بثلاثة أشهر حبسا نافذة، وبعدم مؤاخذة باقي المتهمين من أجل ما نسب إليهم والتصريح ببراءتهم من ذلك. وفي الدعوة المدنية، قضت المحكمة الابتدائية نفسها على المتابعين بأدائهم لفائدة المطالبين بالحق المدني تعويضا مدنيا قدره 4000 درهم يؤدونها على سبيل التضامن فيما بينهم مع النفاذ المعجل وبتحميلهم الصائر تضامنا مجبرا في الأدنى. وحسب ما رصدته «الصباح» في الأحياء المجاورة للعمارة المشبوهة، جاءت الأحكام مخيبة لآمال الجيران ومعهم الرأي العام بزاكورة الذين ينتظرون إنصافهم وجعل حد للدعارة العلنية بقلب مدينتهم وردع الفاعلين، إذ أنه من بين 16 متهما، صدر الحكم على أربعة متهمين، منهم رجل واحد فقط من بين 8 متهمين في حالة اعتقال، بعد أن استفاد 7 أفراد من السراح، منهم ثلاثة قاصرين وامرأة ضُبطت متلبسة في هذا الوكر المعروف و3 رجال لهم علاقة بالأطفال. وحسب المعلومات التي توفرت عليها «الصباح»، فإن 9 أفراد بمن فيهم مالك العمارة الذي يدعي كراءها أُحيلوا على أنظار المحكمة. وقال أحد الجيران في اتصال بالجريدة أن مالك العمارة لا يتوفر على عقود الكراء التي تثبت قانونية العقد وتلزم الطرفين تجاه القانون بما فيه أداء الضرائب إن هو فعلا اكترى هذه العمارة المكونة من 18 غرفة والتي خُصصت لممارسة أفعال مشينة منذ 15 سنة. وأضاف المتحدث بأنه لا يفهم كيف استفاد أحد المتهمين من البراءة بالرغم من اعترافه في محضر الضابطة القضائية بأنه اكترى إحدى الغرف بالعمارة المذكورة منذ 3 سنوات من أجل قضاء الأوقات للترفيه عن النف،س وأنه سبق أن عُرض على العدالة من أجل إعداد وكر للدعارة والوساطة والفساد والخيانة الزوجية والمشاركة والسكر العلني البين والسب والشتم والرشق بالحجارة سنة 2008. كما اعترف في المحضر ذاته أنه، في الليلة التي قُبض عليه، شرب الخمر ومارس الفساد مع متهمتين مقابل 100 درهم لكل واحدة منهما. يذكر أن عناصر الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية لأمن زاكورة ألقت القبض، أواخر شهر غشت الماضي، على 15 فردا داخل العمارة المعدة للدعارة بأحد أحياء مدينة زاكورة، بعد محاصرة الجيران، خاصة الرجال والشباب منهم، للعمارة المذكورة ومراقبة أسطح المنازل المجاورة لها بعد أن فاحت منها رائحة الشيشة والخمور وتعالت منها أصوات موسيقية صاخبة وضجيج قض مضجعهم في وقت متأخر جدا من الليل. ما دفعهم إلى الاتصال برجال الأمن الذين تأخروا كثيرا من أجل التدخل معللين ذلك بظروف الليل. وأمام إصرار المواطنين وإحكامهم القبضة على المنزل المذكور، أطلت سيارة الشرطة على الزقاق المذكور دون أن تتدخل ورجعت إلى حال سبيلها، ما دفع السكان إلى مواصلة محاصرة المنزل ساعات من الليل حتى الصباح، حينئذ طالبوا مرة أخرى رجال الأمن بالحضور إلى المكان قبل حدوث كارثة غير متوقعة، خاصة أن بعض الشباب المحاصرين يهمون بالهروب بتسلق جدار المنزل وأعمدة الكهرباء. وإلى حدود الساعة السابعة صباحا، حضر رجال الأمن وتمكنوا من اقتحام المنزل المذكور، لتكون مفاجأة السكان كبيرة بالعدد الكبير من الرجال والنساء داخله (6 نساء و9 رجال من بينهم قاصرون).