قامت اللجنة الدولية للدفاع عن السكان الأصليين يوم الاثنين 03 شتنبر 2012 بزيارة ميدانية لمنطقة تنالت ايت صواب للوقوف على ما يطبع الوضع السائد بالمنطقة من توتر و احتقان بسبب سخط الساكنة نتيجة قيام الحكومة المغربية قي الآونة الاخيرة بإصدار جملة من المراسيم المجحفة الرامية الى نزع أراضيهم , هده المراسيم مبنية على قوانين تعود الى فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب , و التي ظل المغرب عاجزا عن الغائها حتى اليوم. ومعلوم أن هذه المراسيم ترمي الى الحاق ملايين هكتارات السكان الاصليين ( ما يفوق 7 ملايين هكتار حسب التصريح الحكومي الاخير) بما تضم من ثروات باطنية و سطحية الى ما يسمى الملك العمومي الغابوي تحت اشراف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر و تحت الوصاية المباشرة لرئيس الحكومة المغربية , التي تتعالى الاصوات في الآونة الاخيرة الى الغائها و التحقيق في ملفات الفساد التي رصدتها تقارير المجلس الاعلى للحسابات . وفي كلمة ألقاها رئيس اللجنة السيد عبد الرحمان الراضي كَوكَلو Abderrahmane Radi Gouglou في تجمع جماهيري نظمته تنسيقية أدرار التي تضم عشرات الجمعيات , اوضح بان ملف الارض في المغرب برمته بدأ يأخذ منحى دوليا مثل باقي ملفات السكان الأصليين في العالم على مستوى المحافل الدولية و منها على الخصوص منتدى الشعوب الأصلية و المفوضية السامية لحقوق الإنسان و المجلس الاقتصادي و الاجتماعي التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة . و ختم رئيس اللجنة كلمته باستعراض مجموعة من التوصيات التي تهم قضية الارض بالمغرب , أوضح بأنها سترفع الى المحافل الدولية و منها على الخصوص : إلغاء الدولة المغربية لجميع الظهائر و القوانين الاستعمارية السالبة لأراضي و ثروات السكان الأصليين (ظهير تحديد الملك العمومي الغابوي ,ظهير أراضي الجموع و السلاليات ,الظهير المنظم للمحافظة العقارية , ظهير الاراضي المخزنية ,ظهير أراضي الجيش…) التزام الدولة المغربية بإرجاع كل الأراضي الى السكان الاصليين و التي صودرت منهم في عهد الاستعمار وبعد جلائه, بناء على قوانين كولونيالية . اعتذار الدولة المغربية للسكان الاصليين و رد الاعتبار المادي والمعنوي لهم على غرار ما قامت به دول أخرى إزاء سكانها الأصليين كدولة كندا . تعهد الدولة المغربية بالاعتراف و الحماية القانونيين لملكية السكان الأصليين لأراضيهم و ثرواتهم , مع ما سيترتب عن ذلك من مراعاة واجبة لأعرافهم وتقاليدهم و قوانينهم و نظمهم الخاصة في ملكية و حيازة الاراضي. ضمان حق السكان الأصليين في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل التي تمس حقوق الأرض من خلال ممثلين يختارونهم بأنفسهم, و تمكينهم من إحياء و تطوير مؤسساتهم التقريرية. التزام الدولة المغربية بمبدأ التشاور والتعاون بحسن النية مع السكان الاصليين المعنيين من خلال المؤسسات التي يمثلونها للحصول على موافقتهم الحرة و المسبقة قبل اتخاذ و تنفيذ أي تدابير تشريعية أو ادارية يمكن أن تلحق الضرر بوجودهم . تحمل الدولة المغربية لمسؤولياتها السياسية و التاريخية في حماية السكان الأصليين من هجمات و عنف الرعاة الرحل القادمين من أقاليم الصحراء المتنازع عليها , الذين يهددون أمنهم و ممتلكاتهم و محاصيلهم الزراعية و ثرواتهم من شجر الأركان التي صنفتها منظمة اليونسكو ضمن الموروث الإنساني المحمي . توقف الدولة المغربية عن اتخاذ مناطق وجود السكان الأصليين محميات للخنزير البري. تشكل هذه التوصيات المطالب الدنيا لضمان حق السكان الأصليين في حياة كريمة مستقرة ومستمرة.