تتواصل حرب الطرق بالطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين اكاديروتزنيت في تفريخ الضحايا لسبب واحد يتعلق بغياب علامات التشوير و الإشارات الضوئية الموضحة لأشغال وضع حواجز الرصيف بالطريق المذكورة، وترك بقايا تثبيت هذه الحواجز دون إزالتها من وسط الطريق. آخر فصول هذه التراجيديا بامتياز، ما وقع ليلة اليوم الأحد عند مدخل دوار السوالم بجماعة أيت اعميرة، حيث وقعت حادثة سير خطيرة أسفرت عن إصابة 4 أشخاص منهم مدير وكالة بنكية ببلفاع، في حادثة اصطدام سيارة رباعية الدفع التي كانت يقودها رفقة زوجته و أبنائه، بسيارة أخرى من نوع “بارتنير”، وعلى إثرها سقطت سيارة الإطار البنكي في حفرة بعمق نصف متر بمحاذاة الطريق، ما خلف خسائر كبيرة في السيارة مع انقاد أرواح الذين كانوا على متنها –لحسن الحظ- بسبب نفاخات مضادات الاصطدام التي كانت السيارة مزودة بها. وقبل هذه الحادثة وقعت حادثة أخرى بنفس الطريق و بنفس المنطقة أيضا، نجم عنها اصطدام سيارتين دون أن تخلف ضحايا في الأرواح. تأتي حوادث يومه الأحد بعد يوم واحد وفي نفس التوقيت من وقوع حادثة السير المميتة التي راح ضحيتها ضابط شرطة بنفس المنطقة و إصابة سبعة أفراد آخرين. هذه الحوادث و غيرها جعلت عددا من الموطنين مما اتصلوا ب”اكادير24″ يرفعون صيحات الاستنكار لتكرار مثل هذه الحوادث دون أن تتدخل الجهات الوصية – و للأسف- لزجر الشركة المكلفة بإنجاز مقطع من أشغال تثنية الطريق الرابطة بين أكادير و تزنيت و التي أضحت تنعت ب”محور الشر”، و إجبارها على وضع علامات التشوير و الإشارات الضوئية الموضحة للأشغال، مع تجميع مخلفات و بقايا تثبيت الحواجز ضرورة بعد انتهاء الاشغال، رغم أن ذلك يعتبر من النقط الرئيسية في دفتر التحملات، أم أن أرواح المواطنين أرخص من الملايير التي ستجنيها هذه الشركة من وراء هذه الصفقة التي بلغت السداجة بمسؤوليها إلى استقدام أحجار كبيرة و صباغتها بمادة “الجير”، واتخاذها كعلامات تشوير و “يا للمهزلة”، لكن المهزلة الكبرى تبقى في عدم تدخل الجهات الوصية لوضع حد لهذه الكارثة، أو ستبقى – ربما – في سباتها العميق إلى أن يبلغ عدد الضحايا حدا لا يطاق و حينها تستفيق و قد لا تستفيق.