علمت جريدة أكادير 24 أنفو، أن قاضي الأحداث بابتدائية أكادير أمر زوال يوم أمس الأحد بوضع إيمان وأمين اللذان تم تحريرهما من داخل غرفة بالدراركة بقسم حضانة الأطفال بمستشفى الحسن الثاني، مع إخضاعهما لفحوصات طبية بسبب الوضع الصحي الذي وجدا عليه خصوصا أمين الذي تظهر عليه اضطرابات نفسية تجعله يتصرف بشكل غير متزن. وكانت أم الطفلين إيمان وأمين قد تجردت من كل مشاعر الأمومة، بعد أن قررت حجز فلذات أكبادها داخل غرفة منزل بإحدى الدور المخصصة للبيوت المكتراة بالدراركة عمالة أكادير. وحسب مصادر جريدة أكادير 24 أنفو، فإن جمعية نحمي شرف ولدي هي من كانت وراء كشف لغز الجريمة التي ارتكبتها الأم في حق فلذات أكبادها والتي كانت أول من طرقت باب السلطات الأمنية والقضائية للقيام بالإجراءات اللازمة. وكان رجال الدرك الملكي بالدراركة، قد تمكنوا صباح أول يوم أمس السبت، بناء على تعليمات النيابة العامة لاستئنافية أكادير من الانتقال إلى حي إيكيدار بالدراركة بأكادير في محاولة لتحرير الطفلين من حبسهما الذي وضعته في والدتهما بناء على طلب جمعية نحمي شرف ولدي. التحريات الأولية بينت أن البنت تبلغ من العمر حوالي 4 سنوات وأخ لها يبلغ ست سنوات يعاني إعاقة حركية، وتبين كذلك أن وراء الواقعة والدة الأطفال الاثنين وهي أرملة، وحتى تتفرغ لحياتها الخاصة، وتدبر أمور الحياة، ابتكرت حيلة جديدة قررت معها اكتراء غرفة لأبنائها بمنزل مخصص للبيوت لإيواء ابنيها وغلقت أبوابها و لا تزورهم إلا لماما قد تصل أحيانا إلى الأسبوع. المعاينة الأولية للأطفال أظهرت كذلك أثار سوء التغذية على الأبناء الذين اضطروا أمام هذا الوضع اللاإنساني الذي وضعتهم فيه والدتهم إلى قضاء حاجاتهما بأواني طبخ بالمكان، واتخاذ فضلاتهما وجبات لهما. هذا في وقت لا زالت فيه عناصر الدرك الملكي بالدراركة تواصل تحرياتها من أجل الوصول إلى الأم التي ارتكبت هذه الجريمة في حق فلذات أكبادها للتعرف على أسباب وملابسات الواقعة. من جهة أخرى ذكرت السعدية أنجار رئيسة جمعية نحمي شرف ولدي في اتصال هاتفي باكادير 24 أنفو، أنه بعد اكتمال الإجراءات القانونية اللازمة تم يوم أمس تحويل الأطفال إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير الذي قام بدوره بإجراء الفحوصات الاستعجالية على الطفلين من قِبل طاقم طبي متخصص في انتظار إجراء باقي الفحوصات والتحاليل وتسلم التقارير الطبية، ومن ثم تم عمل الدراسة الاجتماعية للحالة بشكل فوري وذلك من أجل إعادة رسم البسمة على شفاه الطفلين. وأكدت السعدية أنجار أنها بدورها تحاول أن تهتدي إلى الأم التي لجأت ارتكاب هذه الفعل في حق فلذات أكبادها ومعرفة الظروف الاجتماعية التي دفعتها إلى اتخاذ مثل هذا القرار في حق أقرب الناس إليها وهم أبنائها والأخذ بيدها وإن كانت ترجح فرضية الظروف القاسية التي قد تمر منها الأم وعجزها، قد تكون الدافع الرئيسي إلى اتخاذ مثل هذا القرار الصعب على كل أم . وأوضحت السعدية أنجار ،حرص جمعية نحمي شرف ولدي الدائم على تتبع مثل هذه الحالات و تقديم خدماتها للطفولة، وهو أمر نابع من صميم عملها كجمعية تطوعية تعمل منذ تأسيسها على حماية الأطفال، مشيرة إلى أن جمعية نحمي شرف ولدي لديها العديد من البرامج والمشاريع المستقبلية لحماية للطفولة. من جانب آخر، تقدمت العديد من ساكنة أكادير في اتصالات متطابقة مع جريدة أكادير 24 أنفو بالشكر والتقدير لجمعية نحمي شرف ولدي والعاملين فيها على جهودهم النبيلة وتقديمهم للخدمات الإنسانية للأطفال ودورها الكبير في تحرير الطفلين أمين وإيمان من حبسهما داخل غرفتهما بالدراركة وبما أسهم بفضل الله تعالى في تخفيف الأعباء النفسية عن هذه الشريحة الاجتماعية وأعاد رسم البسمة على شفاه الطفلين.