البربر هم سكان المغرب الأقدمون، الأمازيغ هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا، حقائق تُجمِع عليها المصادر التاريخية ويمكن الوصول إليها دون عناء. ولكن ما معنى أن تكون أمازيغيا بالمغرب اليوم؟ وكيف يحتفل الأمازيغي مع باقي أعضاء الأسرة البشرية باللغة الأم في يومها عالمي؟ أن تكون أمازيغيا في مغرب 2016، يعني: أن تترك لسانَك على باب المدرسة لتتقمّص لسانا عربيا، وفرنسيا وإنكليزيا. وينتظرون منك في رؤيتهم الاستراتيجية للتعليم أن تنسى لغتك تماما بعد نهاية مشوارك الدراسي. أن "تُسقِط الطائرة" كل مرة في حدائق الشرق لتفهَم ما يقعُ في الغرب، فتدرُس القبيلة القريشية لتفهَم قبيلتك، والعادات الحجازية لتتعرف على عاداتك. أن يُخلّد مقرّرُك الدراسي تاريخ البونيقيين والفينيقيين والوندال والبزنطيين، وينسِب إلى الأجنبي كل فضائل الحضارة في بلدك. ونصيبُك أنت من الحضارة كهوفٌ وجلود. أن تكون أمازيغيا في مغرب 2016 يعني: أن تتخلص من لسانك قبل أن تلِج رَدهات المَحاكم، وتُستنطَق بلسانِ غيرك، وتصدُر في حقك الأحكام بلُغة غير لغتك. أن تبقى بلا شخصية قانونية، لأن القانون لا يسمح إلا بأسماء ذات طابع وطني..ولتكتمِل وطنيّتك عليك باختيار اسم عربي. أن تكون أمازيغيا في مغرب 2016 يعني: أن تترك موسيقاك على عتبة استوديو التلفزة ومعاهِد الفن، وتغيب يوم تُوّزع الأوسمة. أن يجفّ الدعم في شرايين السينما والفنون، لأن لغتك لا تفك شفرة صناديق الدعم وخزائن التنمية. أن تكون أمازيغيا في مغرب 2016، يعني: أن يُغتال أبناؤك في الجامعة بلا ذنب ولا خطيئة، وتتحمل بذاءة لسان رئيس حكومتك، وتوَاطُء نُخبتك السياسية، وصمَمَ المثقفين. أن تكون أمازيغيا هو أن تكون خارج المدرسة والمحكمة والتلفزة، وأن تكون حروفا جافّة موقوفة التنفيذ في دستورٍ ينتظر رصاصة الرحمة من رسائل واردة على البريد الإلكتروني للسيد رئيس الحكومة. أن تكون أمازيغيا في مغرب 2016 يعني أن تكون كائنا بلا صَوت، مواطِنا بلا معنى.. حتى إشعار آخر.