في ظل الحديث عن ما بات يعرف بقضية تدخل القوات العمومية بشكل عنيف صباح يوم الخميس الماضي بإنزكان لتفريق مسيرة الأساتذة المتدربين والذي خلف إصابة عدد من الطلبة الأساتذة بجروح ورضوض بعد أن دخلوا في مواجهة مع عناصر الأمن والقوات المساعدة، تتضارب الروايات في هذه الأثناء ما بين الأساتذة المتدربين الذين يؤكدون على أنهم تعرضوا لتدخل شرس من قبل القوات العمومية أصيبوا خلالها بجروح متفاوتة الخطورة، كما سقط بعضهم، خصوصا من الإناث في حالة إغماء،مؤكدين أن الحملة التي تشنها بعض المنابر الإعلامية على القوات الأمنية التي سهرت على تأمين المنطقة بانزكان غير بريئة و غير منصفة و بعيدة عن الأمر الواقع. وأوضح شهود عيان، على أنه من منطلق الشهادة و تنوير الرأي العام، وجب القول بان استفزاز المضربين و تحديهم لعناصر الأمن وعرقلة السير بالطرقات المجاورة لمركز التكوين الذي تجاوره عدة مؤسسات تعليمية معروفة بانزكان هو ما أشعل فتيل المواجهات بين الطلبة الأساتذة والقوات العمومية. المصادر نفسها، أوضحت على أنه بعد عدة تحذيرات و تدخلات لثني المضربين عن اقتحام الشارع و عرقلة السير، بدأ المضربون في رشق القوات الأمنية بالحجارة والسب و الشتم، مما دفع بالقوات الأمنية دفاعا عن النفس و حماية المواطنين و سياراتهم من وابل الحجارة و لإرجاع الطلبة إلى داخل المركز حماية لهم و للمواطنين و الأمن الذي يتربص به أعداء الوطن لزعزعته تحت شتى أنواع المبررات. هذه الروايات الصادرة عن عدد ممن حضروا الواقعة منذ بدايتها، تنطبق مع الرواية الرسمية لوزارة الداخلية التي أفادت في بلاغ لها، بأنه تم تسجيل إصابات خفيفة في صفوف المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين خلال مسيرات لم يتم التصريح بها بكل من مدن الدارالبيضاء ومراكش وإنزكان. وأضاف المصدر ذاته ،أنه إذا كانت هذه المسيرات لم يتم التصريح بها، وتم تبليغ قرارات منعها للمعنيين بالأمر، فإن بعض الطلبة أصروا على تنظيمها في خرق تام للقانون، مشيرا إلى أنه أمام ذلك قامت السلطات المحلية والقوات العمومية، في امتثال تام للضوابط والأحكام القانونية، بمحاولات لثني المحتجين عن الاستمرار في خرق القانون ومطالبتهم بفض تجمهراتهم، وهو ما استجاب له الطلبة بكل من فاس وطنجة. أما مجموعات المحتجين بكل من الدارالبيضاء ومراكش وإنزكان، وبتشجيع من بعض الأطراف التي اعتادت الركوب على بعض المطالب الفئوية لإذكاء الفوضى، فقد عمدت -يضيف البلاغ- إلى تحدي القوات العمومية واستفزازها والإقدام على محاولة اختراق الطوق الأمني لدفعها للمواجهة، مما خلف نوعا من الفوضى والتدافع وسط المحتجين أدى إلى وقوع إصابات خفيفة وتسجيل حالات عديدة من التظاهر بالإغماء في صفوف المتظاهرين. للإشارة، فالأساتذة المتدربون سبق و أن دخلوا في احتجاجات على المرسومين الوزاريين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص منحة التكوين. يذكر كذلك، أن الأساتذة المتدربين دخلوا بصفة طلبة للمراكز الجهوية والدليل هو توقيعهم على محاضر الدخول بهذه الصفة. فالمحاضر التي وقعها الأساتذة المتدربون تحمل صفة أستاذ متدرب وهو المحضر الموجود بكل المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ليس هذا فحسب بل هناك أيضا الرزنامة التي تحدد تداريب ومجزوءات التكوين تحمل هذه الصفة القانونية وهي أستاذ متدرب. وهو ما يحتم على الحكومة الإسراع بإلغاء هذا المرسوم وحل المشكل بصفة نهائية وبالتالي عودة الأساتذة المتدربين إلى حجرات الدراسة.